طريق الاسلام

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Powered By Blogger

مرحبا بكل من هو إيجابى


مرحبا بكل من هو إيجابى , ومن هو يريد الخير لنفسة والآخرين ومرحبا بكل من يريد أن يتغير .

الأحد، 27 فبراير 2011

من هو أحمد شفيق ؟ والتبعة على الراوى

أرجو من تصله رسالتي هذه أن ينشرها ليعلم شباب ثورة 25 يناير حقائق الأمور التي تخفى على الكثير منا و حتى لا يخدعنا أصحاب الكلام المعسول و تضيع حقوقنا
شفيق أحد أقطاب النظام السابق الفاسد
أفيقوا يا شباب و لا تجعلوا أحداً يستغفلكم و يسرق ثورتكم الكريمة
بارك الله فيكم جميعاً

من هو
 أحمد شفيق 
  
هو من رموز واحد دعائم النظام المطلوب اسقاطه.
هو رجل عسكرى اتى بعسكريين ولائهم لمبارك معه بالوزارة فكيف نقبل ذلك ونحن نريدها مدنية.
كلفه حسنى مبارك برئاسة الوزراء لما يعرفه من اسرار و ليترك ورائه شريكا فى الفساد ليضمن عدم ملاحقته او ملاحقه افراد اسرته جنائيا.
أ‌-     الفساد:
1-  عندما كان قائدا للقوات الجوية كان يقوم بترسية مناقصات على ابراهيم كامل لهذا هو صديقا صدوقا له حتى يومنا هذا. ملحوظه: ابراهيم كامل يقوم بتصدير البترول العراقى الى اسرائيل.
2-   من اشد المدافعين عن ابراهيم سليمان وزير الاسكان الاسبق لانه قام باعطائه اراضى بالتجمع الخامس ليبنى عليها منازل له ولاولاده.
3-  تستر على الطيار سمير عبد العبود رئيس سلطة الطيران المدنى السابق (و هى تابعة لوزارة الطيران المدنى) الذى ادانته النيابة الادارية بلرشوة وبذل جهودا كبيرة لدى رئيس النيابة الادارية لاغلاق القضية لان سمير عبد المعبود كان يعطيه نصيبه من الرشواى.
4-  يسافر الى باريس كثيرا حيث كان يتولى من هناك التصرف فى عمولات السلاح وعمولات شركة ايرباص الخاصه بال مبارك ويقو م بتوزيعها على البنوك.
5-  قام بتقديم خاتم قيمته ثلاث ارباع مليون جنيه هدية الى سوزان مبارك فى احد اعياد ميلادها واخذ هذا المبلغ من ميزانية تنشيط المبيعات بمصر للطيران.
6-  يوجد شخص اسمه عبد الحميد شلبى كان ياورا برئاسة الجمهورية وكان مسؤلا عن مكتب التسليح بباريس و هو خاص بالقوات المسلحة (عمولات السلاح) قام احمد شفيق بتعيينه بمصر للطيران وارسله الى باريس مرة اخرى تحت ستار وظيفة المدير الاقليمى لمصر للطيران بباريس و استأجر له دورا كاملا باحد الفنادق لاستكمال مهمته الخاصة بالعمولات. شلبى هو ايضا المسئول عن مشتريات العائلة من باريس.
7-  قام بترسيه مناقصات العديد من الاعمال الانشائية بالمطارالجديد والتجديدات بالمبنى رقم 2 بالامر المباشر على اصدقائه وبالذات على مجدى راسخ حما علاء مبارك و محمود الجمال حما جمال مبارك.
8-  صديق حميم لابراهيم حميدة عضو مجلس الشعب والذى دافع عن احمد شفيق بالمجلس فيما يخص ترسية اسناد الاعمال الانشائية بالمطار بالامر المباشر ودون مناقصة قانونية.
9-  قام بتعيين وكيل شركة ايرباص بمصر المهندس حسين مسعود رئيسا للشركة القابضة لمصر للطيران لتسهيل السيطرة على عمولات شراء الطائرات من شركة ايرباص و حتى تظل المعلومات الخاصة بالعمولات داخل دائرة صغيرة.
10-         احمد شفيق و هتلر طنطاوى (الرئيس السابق لهيئة الرقابة الادارية) و ابراهيم سليمان جيران فى مساكن فى مربع الوزراء بالتجمع الخامس فى منازل اقيمت على اراضى قام الاخير بتخصيصها لهم.
11-         قام بتعيين اللواء عبد السلام حلمى مسئول الحفلات بالقوات الجوية رئيسا لمجلس ادارة مستشفى مصر للطيران. ملحوظة: عبد السلام حلمى هو الذى نظم حفلات زفاف ابناء احمد شفيق.
12-         يلاحظ انه لا يهاجمه احدا من الصحفيين بالمطار لانه يقوم بدفع ثمن سكوتهم.
13-         قام بتعيين اصدقائه وزملائه بالقوات الجويه بمناصب مختلفه بوزارة الطيران و مصر للطيران و خصص لهم مرتبات عالية مما اصاب العاملين الاصليين بالاحباط وعدم الانتماء.
  
ب‌-  من اين لك هذا؟:
1-  ثلاث منازل بالتجمع الخامس
2-  منزل بباريس
3-  قصر بمارينا
4-  والله اعلم بما خفى

ت‌- عدم احترامه للقانون:
عندما يتخذ قرارات لا يهمه ان كانت متمشية مع القوانين او لا وعندما يقوم المحيطين به بلفت نظره بان هناك مادة قانونية او قاعدة لابد من الالتزام بها فهو لايبالى وما يلى مثال على ذلك:  
1-  اللواء طيار مجدى الوزيرى عينه احمد شفيق رئيسا لقطاع الامن بوزارة الطيران المدنى و رئيسا لقطاع الامن بمصر للطيران فى نفس الوقت يعنى بيفتش على نفسه لان الوزارة هى التى تراقب الشركات.
2-  قام بتعيين الطيار سامح الحفنى وهو طيار بمصر للطيران و يتقاضى مرتبه منها رئيسا لسلطة الطيران المدنى التى تقوم بتفتيشات السلامة على شركات الطيران ومنها مصر للطيران و هذا مخالف للقوانين الدولية و المحلية لانه لايجوز ان تكون هناك مصالح مادية بين المفتش والجهه التى يقوم بالتفتيش عليها.

ث‌- ألاخلاقيات:
1-  عندما اصيب احد افراد شلته (الطيار مجدى الوزيرى - رئيس قطاع الامن بمصر للطيران و وزارة الطيران المدنى معا) بنوبة قلبية وتوفى وهو فى احضان عشيقته المضيفة بشركة طيران قام بالتغطية عليه بل و احتسبها له اصابة عمل - و ان دل على شىء فهو يدل على انعدام الاخلاق و عدم احترامه للقانون و القواعد.
2-  قام بتعيين صديقه اللواء رضا صقر رئيسا لنادى الطيران المدنى و هوعلى علاقة مع سيدة متزوجة اسمها نادية فام وكان هذا اللواء يقود السيارة البيجو الخاصة بالعمل وهى جالسة على حجره وقع حادث شديد وقام احمد شفيق بالتغطيه وانهاء الامر مع الشرطة.
3-  كان على علاقة بمضيفة عمرها 26 سنة وكان الطيار شريف جلال رئيس مصر للطيران للخطوط الجوية فى ذلك الوقت يقوم بتكليفها بالطيران على الرحلات التى يكون عليها احمد شفيق.
4-  من مهام عبد الحميد شلبى الموجود فى باريس تسهيل المواعيد مع بنات الهوى.


ج‌- دوره الخفى خلال ثورة 25 يناير:
1-  كلف غادة عبد الرازق المذيعة بالتليفيزيون بشن هجوم عنيف على الثورة و الثوار. لماذا هى نفذت رغبته؟ لانه كان قام بتعيين ابنتها كطيار بمصر للطيران فى وقت لم تكن الشركة بحاجة الى طيارين ولكنه قام بعمل دفعة خاصة لها.
2-  اشترك احمد شفيق مع اصدقائه المقربين ابراهيم كامل, و ابو العنين, و كمال الجبرى, و معهم جمال مبارك فى التخطيط و تنفيذ هجوم يوم الاربعاء الأسود بالرغم من انكاره ذلك.
3-  اهان المعتصمين بميدان التحرير وقال على قناة البى بى سى "كأنهم فى الهايد بارك و ممكن اجيب لهم بونبونى كمان"

ح‌-  صديق حميم لعائلة مبارك و كان حسنى مبارك يعتبره اخا اصغر و كانت زياراته المنزلية لهم امر عادى. 
خ‌- كان من مهندسى مخطط التوريث
د‌-   صديق حميم لحسين سالم رجل الاعمال الهارب
ذ‌-   صديق  لعبد الحميد بسيونى سفير مصر فى اسرائيل.
ر‌-   باع عدد من طائرات مصر للطيران واتى بطائرات مستأجرة ووضع الشركة فى مأزق تدبير الايجار الشهرى ليتباهه بأنه زود عدد الطائرات بينما هو فى الحقيقة قلص اصول الشركة
ز‌-   اقترض الملايين ليبنى المطارات ولم يكون النظام و الكوادر التى ستشغلها و طفشت الشركة الاجنبية التى كانت تديرها.
س‌-  يهتم فقط بالظاهر فصارت حالة الطائرات الفنية سيئة لدرجة انه و لاول مرة فى تاريخ مصر كادت تمنع طائرات مصر للطيران من الهبوط فى اوروبا.

هل هذا الرجل هو الذى سيؤتمن على التغيير و ملاحقة  ثروات عائلة مبارك و رجال الأعمال  (اصدقائه) الهاربين.

الثلاثاء، 22 فبراير 2011

النص الكامل لمشروع "ممر التنمية" للعالم المصري فاروق الباز


by R.N.N | شبكة رصد on Monday, February 21, 2011 at 11:07am
 
خريطة توضح موقع "ممر التنمية"

  يحتاج التفكير في مستقبل مصر إلى بعد نظر، فلا يمكن أن يتغير الوضع الحالي بين عشية وضحاها، المهم أن يكون هناك مخطط يعمل على تحريك الشعور بالمواطنة في عقل وقلب كل مصري ومصرية، ينمو ذلك عندما يؤمن السواد الأعظم من الناس بأن قادتهم يعملون للصالح العام أولا وأخيرا، ويؤهل هذا الشعور، أن يؤدي كل فرد دوراً فعالاً في مخطط الإنماء، هكذا يجري إنماء الدول الغنية والفقيرة على حد سواء.

إذن يلزمنا إعداد مشروع يفهم مقصده كل الناس، له مخطط زمني محدد نعلم بدايته ونهايته ويستطيع كل فرد أن يرى فيه مكانا أو خيرا إما له شخصيا أو لأبنائه أو للآخرين، يجب أن يتيح هذا المخطط الاستخدام الأمثل لعقول الناس وسواعدهم وقدراتهم لكي يؤمن الجميع به ويشعر كل فرد بأن له دوراً مهماً في إنجاحه. بناء على كوني جيولوجياً جاب أراضي مصر ونجوعها وصحاريها، ويعلم بالممارسة أحوال معيشة الناس في المدن الكبيرة والصغيرة والقرى والواحات، كذلك أعلم الوضع الماضي والحالي بالمدارس والجامعات والمعاهد وما وصلنا إليه، وما يمكننا أن نصل إليه إذا ما تحسن وضعنا المعيشي وانفتحت آفاق التقدم والرقي. لقد أثبت تاريخ الأمم أنه منذ خلق الله الإنسان على الأرض ازدهرت الحضارة بين أي مجموعة من الناس إذا توافرت في مجتمعهم ثلاثة مقومات أساسية هي:

١- إنتاج فائض من الغذاء مما يجعل الناس تنمو أجسامهم قوية ومخيلاتهم خصبة والغذاء الجيد يمنح الصحة والعافية التي تؤهل إلى العمل المجدي.

٢- تقسيم العمل بين أفراد المجتمع تقسيماً مناسباً، ويستدعي ذلك ترقية أهل الخبرة والمعرفة وحسن الإدارة (وليس أهل الثقة) على جميع المستويات.

٣- تأهيل الحياة الكريمة في المدن بحيث لا ينشغل الناس فقط بالبحث عن قوتهم ويعيشون في بيئة صالحة لكي يتمكن البعض منهم من الإبداع والابتكار في عملهم، والإبداع في العمل هو أهم مقومات الحضارة والرقي.

إذن لن نحدّث مصر ونؤمن مستقبل أهلها إلا إذا تحسنت أوضاعنا بالنسبة إلى المقومات الثلاثة السابقة، لذلك فالحل الأمثل هو البدء في مشروع ممر التنمية في شريط من صحراء مصر الغربية يمتد من ساحل البحر المتوسط شمالاً حتى بحيرة ناصر في الجنوب، وعلى مسافة تتراوح بين ١٠ و٨٠ كيلومتراً غرب وادي النيل، يفتح هذا الممر آفاقاً جديدة للامتداد العمراني والزراعي والصناعي والتجاري والسياحي حول مسافة شاسعة.

أهمية النقل

يُعتبر النقل من أساسيات التقدم والازدهار على مر العصور، ونحن نعلم أن قيام الدولة المصرية القديمة منذ أكثر من خمسة آلاف عام اعتمد على النيل كطريق يربط شمالها بجنوبها، حيث كان ينتقل من خلاله الناس والأخبار والغذاء والمنتجات والبضائع ورجال الأمن وجامعو الضرائب وكل ما يمثل كيان الدولة وسر بقائها، كذلك اعتمد الإغريق والرومان والعرب على تسهيل وتأمين النقل في جميع أرجاء حضاراتهم، وفي العصر الحالي نَمَت أوروبا الحديثة بعد إنشاء شبكات الطرق السريعة فيها، وكذلك تفوقت أمريكا على باقي العالم الغربي باستخدام ثرواتها الطبيعية أحسن استخدام، مما استدعى إنشاء شبكة متميزة من السكك الحديدية والطرق الممتازة، الدائمة الصيانة في جميع أرجائها.

وبالنسبة لنا في مصر لا يصِح إنشاء شبكة طرق جديدة في وادي النيل والدلتا لأن في ذلك اعتداء على الأرض الزراعية المُعتدى عليها أصلاً، نتيجة النمو الكبير للكتل السكانية العشوائية وغير المُرخَص لها في أغلب الأحيان، هذه الأراضي الخصبة رسبها نهر النيل العظيم على مدى ملايين السنين، ولقد تكدس سكان مصر في مساحة محدودة منها نتيجة الزيادة المستمرة في عدد السكان، ولا يعقل أن نستمر في العيش على ٥% من مساحة أرضنا، مع الاستمرار في البناء فوق التربة الزراعية، لذلك فلا بد من فتح آفاق جديدة للتوسع العمراني والزراعي والصناعي والتجاري والسياحي خارج نطاق وادي النيل الضيق.

ويسعى الممر المقترح، إضافة إلى تسهيل النقل بين أطراف الدولة، إلى الحد من التوسع العمراني في وادي النيل والدلتا بفتح آفاق جديدة للنمو بالقرب من التجمعات السكانية الكبرى ومجالات لا حصر لها في استصلاح أراضٍ صحراوية وإنشاء مشاريع جديدة للتنمية في مجالات التعمير والزراعة والصناعة والتجارة والسياحة، كما يُعطي الممر أملاً جديداً لأجيال المستقبل باستخدام أحد عناصر الثروة الطبيعية وأقربها إلى التجمعات السكانية الحالية، وهو الشريط المتاخم لوادي النيل في الصحراء الغربية.

لقد اُختِير هذا الجزء من الصحراء الغربية بُناءً على خبرة في تضاريس مصر وإمكاناتها التنموية، ويتكون الشريط المتاخم لوادي النيل من هضبة مستوية بميل بسيط من الجنوب إلى الشمال بموازاة النيل، ولا تقطع المنطقة أودية تهددها السيول كما هو الحال في شرق النيل، كذلك تتواجد مساحات شاسعة من الأراضي التي يسهُل استصلاحها لإنتاج الغذاء، إضافة إلى احتمالات تواجد المياه الجوفية، هذا الشريط بالذات تقل فيه الرمال ولا تتقاطع معه خطوط الكثبان الرملية.

دعائم الممر

بناءً على ما تقدم يتضمن مقترح ممر التعمير إنشاء ما يلي:

١- طريق رئيسي يعتبر المحور الأساسي للسير السريع بالمواصفات العالمية يبدأ من غرب الإسكندرية، ويستمر حتى حدود مصر الجنوبية بطول ١٢٠٠ كيلومتر تقريباً.

٢- اثني عشر محورا من الطرق العرضية التي تربط الطريق الرئيسي بمراكز التجمع السكاني على طول مساره بطول كلي حوالي ٨٠٠ كيلومتر.

٣- شريط سكة حديد للنقل السريع بموازاة الطريق الرئيسي.

٤- أنبوب ماء من بحيرة ناصر جنوباً حتى نهاية الممر على ساحل البحر المتوسط.

٥- خط كهرباء يُؤمن توفير الطاقة في مراحل المشروع الأولية.


١- المـمر الرئيسي

يمثل الطريق العالمي من الشمال إلى الجنوب العنصر الأساسي لممر التعمير، يبدأ الطريق على ساحل البحر المتوسط في موقع بين الإسكندرية والعلمين، ويؤهل لإنشاء ميناء عالمي جديد يُضاهي الموانئ العالمية الكبري في المستقبل، وتُؤخَذ في الاعتبار الحاجة إلى توفير استخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة في التعامل السهل السريع مع الصادرات والواردات والبضائع المؤقتة.

يتكون الطريق الرئيسي من ثمانية ممرات على الأقل، اثنان لسيارات النقل واثنان للسيارات الخاصة ذهاباً وإياباً، كما يلزم تمهيد الطريق وفق المواصفات العالمية التي تسمح بالسير الآمن السريع دون توقف إلا في حالات الطوارئ ومحطات الاستراحة والوقود ومراكز تحصيل رسوم السير.

٢- المحاور العرضية

يشتمل المقترح على ١٢ محورا عرضيا يربط كل منها الطريق الرئيسي بموقع من مواقع التكدس السكاني في الدلتا وبموازاة وادي النيل، تسمح هذه الطرق بالامتداد العمراني غرباً في هذه المواقع رويداً رويداً وتضيف بُعداً جغرافيا لعدد من المحافظات التي تعاني من الاختناق في الوقت الحالي، ويجب ألا يُسمح إطلاقا بالنمو العشوائي في تلك المناطق، بل يجب أن يسبق التخطيط والتنظيم والخدمات النمو الحضري لها، وعلى سبيل المثال، تشمل المحاور العرضية المقترحة ما يلي:

محور الإسكندرية

يمتد هذا المحور من الطريق الرئيسي غرباً ليصل إلى مدينة الإسكندرية ومينائها ومطارها الدولي، ويمكن أن يستمر المحور شرقاً حتى طريق الدلتا الساحلي إلى رشيد ثم دمياط، وبذلك يربط هذا الفرع الطريق الرئيسي للممر بشمال الدلتا بأكملها.

محور الدلتا

لربط الطريق الرئيسي بمنتصف منطقة الدلتا ربما في مدينة طنطا، مثل هذا المحور يتطلب المحافظة على الأراضي الزراعية في مساره وربما يتطلب كباري جديدة على فرع رشيد وقنوات الري والصرف، والجزء الغربي من هذا الطريق يُرصف على صحراء قاحلة وقابلة للاستصلاح وتمثل بعدا جغرافياً جديداً لمحافظة الغربية أكثر محافظات الدلتاً اختناقاً على الإطلاق.

محور القاهرة

يؤهل هذا المحور ربط الطريق الرئيسي بطريق «مصر- إسكندرية الصحراوي» ثم بأكبر تجمع سكاني في قارة أفريقياً بأكملها، ألا وهو محافظة القاهرة، ويمكن لهذا الفرع أن يستمر شرقاً إلى المعادي ومنها إلى طريق السويس كي يربط الميناء الجديد بميناء السويس، ويؤهل ذلك نقل البضائع برياً من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر عبر خليج السويس.

محور الفيوم

يضمن هذا المحور تنمية الصحراء في شمال وغرب منخفض الفيوم، ومنطقة غرب الفيوم بالذات يمكن تنميتها صناعياً لإبعاد الصناعات الملوثة للبيئة، مثل صناعة الأسمنت عن المواقع السكنية.

محور البحرية

ويهدف هذا الفرع إلى توصيل الطريق الرئيسي بالواحات البحرية في اتجاه جنوب غرب الجيزة، وبذلك يؤهل للربط بين واحات الوادي الجديد الشمالية والطريق الرئيسي، ويسمح الفرع بالتوسع في السياحة في منخفض البحرية.

محور المنيا

يفتح هذا المحور آفاقاً جديدة للنماء غرب وادي النيل في منطقة تكتظ بالسكان وتحتاج إلى التوسع في العمران نظراً لوجود جامعة بها، بالإضافة إلى الحاجة لعدد من المدارس ومعاهد التدريب.

محور أسيوط

يمكن إعادة كل ما قِيل عن فرع المنيا، إضافة إلى أن هذا المحور يؤهل السير على طريق الواحات الخارجة وباقي واحات محافظة الوادي الجديد.

محور قنا

يوصل هذا المحور إلى منطقة واسعة يمكن استصلاح أراضيها تقع جنوب مسار نهر النيل بين مدينتي قنا ونجع حمادي، وتكونت التربة في هذه المنطقة نتيجة لترسيب الأودية القديمة مما يعني أيضاً احتمال وجود مياه جوفية يمكن استخدامها في مشاريع الاستصلاح.

محور الأقصر

يعد هذا الطريق امتداداً غير محدود للمشاريع السياحية المتميزة فوق الهضبة وغرب وادي النيل بالقرب من أكبر تجمع للآثار المصرية القديمة في الأقصر.

محور كوم أمبو وأسوان

يعتبر هذا المحور سهلاً واسعاً يمثل مجرى قديما للنيل ولذلك تغطيه تربة خصبة صالحة للزراعة، ولأسباب جيولوجية بدأ مجرى النيل الهجرة شرقاً حتى وصل إلى موقعه الحالي، ولذلك يمكن استخدام المياه الجوفية المُختَزنة منذ قديم الزمن في استصلاح هذا السهل الخصيب، ويربط امتداد الفرع في اتجاه الجنوب الشرقي بينه وبين الطريق الرئيسي ومدينة أسوان، مما يسهل نقل المنتجات المحلية إلى المحافظات الشمالية علاوة على التنمية السياحية عبر تيسير زيارة المواقع السياحية في منطقة أسوان، إضافة إلى ذلك يؤهل الطريق تنمية مطار أسوان للتجارة العالمية.

محور توشكى

يهبط الطريق الرئيسي من الهضبة حيث يجري وصله بعدة أماكن حول منخفض توشكى، وجرى حفر قناة لتوصيل ماء النيل من بحيرة ناصر إلى منخفض توشكى بغرض استصلاح الأراضي المحيطة بالبرك التي تكونت في المنخفض، هذا المشروع يستدعي عدة سبل للنقل السريع إلى المحافظات الشمالية ومنافذ التصدير معاً.

محور بحيرة ناصر

تمثل بحيرة ناصر موقعاً متميزاً لتنمية الثروة السمكية وصيد الأسماك، خاصة إذا جرى تسهيل نقلها إلى مواقع التكدس السكاني في المحافظات الشمالية. لقد اختيرت هذه المحاور لقربها من مواقع التكدس السكاني وسهولة المرور بها من الناحية الطبوغرافية، هذا ويمكن إضافة محاور أخرى كما في دراسة أعدها متخصصون من وزارة التنمية الاقتصادية، وأفادت بإمكانية ثلاثة محاور إضافية.

يشتمل ممر التعمير المقترح على شريط سكة حديدية للنقل السريع بموازاة الطريق الرئيسي. تؤهل هذه الوسيلة نقل الناس والبضائع والمنتجات من جنوب مصر حتى ساحل البحر المتوسط لا سيما أن السكة الحديدية الحالية تُعاني من الكهولة. كما لا يصِح إنشاء سكة حديدية جديدة داخل وادي النيل؛ لأن في ذلك تعدياً على الأراضي الزراعية.

تؤهل السكة الحديدية للنقل السريع شحن الأسماك من بحيرة ناصر التي تزخر بالثروة السمكية إلى مواقع التكدس السكاني في شمال وادي النيل. كذلك تُمكّن الوسيلة من الاستخدام الأمثل في الصناعات العديدة كصناعة الألومنيوم في نجع حمادي، فتواجد السكة الحديدية الجديدة سوف يجعل النقل من الميناء إلى المصنع ثم نقل المُنتَج من المصنع إلى السوق يتم في سهولة ويسر وبتكلفة أقل، هذا بالإضافة إلى الحد من الزحام الناتج عن حركة الشاحنات على الطريق الزراعي الحالي.

أنبوب الماء

يلزم توفير الماء الصالح للشرب بطول الممر المقترح فوق هضبة الصحراء الغربية. يُفضل نقل الماء من بحيرة ناصر أو قناة توشكى داخل أنبوب لمنع البخر أو تسرب الماء في الصخور. ويشمل التخطيط لمشاريع التنمية المختلفة على طول الممر استخدام المياه الجوفية في الزراعة والصناعة، ولكن الحاجة إلى الماء للاستخدامات البشرية خلال المراحل الأولي للمشروع تتطلب توفير الأنبوب المذكور.

ربما يلزم المشروع خلال تلك المرحلة أنبوب قطره متر واحد أو متر ونصف. وهذا ليس بكثير لأن ليبيا قد أقامت النهر الصناعي العظيم لنقل الماء العذب من آبار صحرائها في الجنوب إلى مدنها على ساحل البحر المتوسط في أنبوب قطره أربعة أمتار وبطول ٢٠٠٠ كيلومتر. وكما هو الحال في ليبيا، بعد ضخ الماء إلى مستوى الهضبة يتم نقله من الجنوب إلى الشمال بالميل الطبيعي لسطح شمال أفريقيا.

خط الكهرباء

يلزم للمقترح إنشاء خط كهرباء للإنارة والتبريد على طول الطريق الرئيسي، وخاصة لأن مسار الطريق يمر في منطقة صحراوية لا تتواجد فيها متطلبات التنمية الأساسية، خلال المراحل الأولى للمشروع. في نفس الوقت يجب تشجيع مشاريع التنمية العمرانية والزراعية والصناعية والسياحية المُنَظمَة واستخدام مصادر الطاقة المستدامة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

مزايا المشروع

يلزم لأي مقترح لمشروع تنموي دراسة الآثار الجانبية له خاصة من الناحية البيئية، ولأن المشروع المقترح يقلل من تدهور البيئة في وادي النيل فهذا يعتبر إحدى مزاياه العديدة. الجانب الأساسي الذي يجب دراسته هو الجدوى الاقتصادية للمشروع، أي مدى نجاحه المؤكد من ناحية الاستثمار، وهذا يتم من خلال دراسة جدوى يجريها المختصون بناءً على بيانات حقيقية ومنطقية. أما المزايا والمنافع المنتظرة للمشروع فعديدة، نوجز منها ما يلي:

- الحد من التعدي على الأراضي الزراعية داخل وادي النيل من قِبَل القطاع الخاص والحكومي معاً.

- فتح مجالات جديدة للعمران بالقرب من أماكن التكدس السكاني.

- إعداد عدة مناطق لاستصلاح الأراضي غرب الدلتا ووادي النيل.

- توفير مئات الآلاف من فرص العمل في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة والإعمار.

- تنمية مواقع جديدة للسياحة والاستجمام في الصحراء الغربية بالشريط المتاخم للنيل.

- الإقلال من الزحام في وسائل النقل وتوسيع شبكة الطرق الحالية.

- تأهيل حياة هادئة ومريحة في بيئة نظيفة تسمح للبعض بالإبداع في العمل.

- ربط منطقة توشكى وشرق العوينات وواحات الوادي الجديد بباقي مناطق الدولة.

- خلق فرص جديدة لصغار المستثمرين للكسب من مشاريع في حقول مختلفة.

- مشاركة شريحة واسعة من الشعب في مشاريع التنمية، مما ينمي الشعور بالولاء والانتماء.

- فتح آفاق جديدة للعمل والتمتع بثمار الإنجاز في مشروع وطني من الطراز الأول.

- خلق الأمل لدى شباب مصر، وذلك بتأمين مستقبل أفضل.

وسيلة الإنجاز

مع أن تنفيذ المقترح الحالي قد نُوقِش في محاضرات عديدة بالجامعات والمؤسسات ومع الحكومة المصرية، لكنه يُعرض كمشروع للقطاع الخاص وذلك لأسباب كثيرة. لقد قدر المختصون تكلفة المشروع بحوالي ٢٤ مليار دولار. وهذه القيمة ليست بالكثير في الوقت الحالي لا سيما أنها تؤمن مستقبل شعب بأكمله وتنقذ مصر من الوضع الاقتصادي المُتردي في هذا الوقت بالذات. وربما تمكن المستثمرون من تأمين المبلغ المطلوب لتنفيذ المشروع عبر بيع الأراضي الصالحة للإعمار على جانبي المحاور العرضية في بداية المشروع، ونحن نعلم أن أسعار أراضي البناء تزداد بسرعة خيالية حالياً.

بطلب من السيد الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء قامت لجنة وزارية برئاسة فايزة أبو النجا، وزيرة التعاون الدولي بدراسة جميع آفاق المقترح بناء على دراسة مستفيضة بواسطة أهل الخبرة في المهن المختلفة أثناء السنوات الثلاث الماضية. قام بالدراسة خبراء في مراكز الأبحاث والجامعات لكي يتحقق تقييم المقترح جدياً بواسطة أهل الخبرة والمعرفة في جميع المجالات تحت إشراف وزارة التنمية الاقتصادية. في نظري تلزم أيضا مناقشة مثل هذا المشروع الحيوي في البرلمان لكي يمكن سن القوانين واتخاذ الإجراءات التي تحمي الناس من الروتين الحكومي أو استغلال بعض العاملين في القطاع الخاص.

ويا حبذا لو بدأ التفكير منذ لحظة الانطلاق بمشاركة أوسع شريحة ممكنة من الناس، فيمكن لكل محافظة مثلا البدء في إعداد قائمة بمشاريع التنمية وأولوياتها بناءً على احتياجاتها الحقيقية وفي ضوء مواردها من العمالة الفنية اللازمة وقدراتها الأخرى، وفي نفس الوقت يجب عدم السماح باستقطاب عمالة أجنبية للعمل في المشروع مهما كانت الأسباب، لأن المصري أو المصرية يمكن تدريبهما للقيام بأي عمل كان وبأعلى مستويات الأداء العالمية.

وكذلك يمكن تشجيع شباب الجامعات من خلال مسابقات لاختيار مشاريع تنمية تُقام في محافظاتهم. حتى طلبة المدارس يمكنهم المشاركة بمسابقات لاختيار أسماء الطرق العرضية والمدن والقري التي سوف تنشأ على جوانبها. مشاركة الشباب مهمة للغاية لأن الهدف من المشروع هو تأمين مستقبلهم عبر إتاحة فرص عمل لا نهائية أمامهم.

معنى ذلك أن الباب مفتوح على مصراعيه لمشاركة من يود أن يدلو بدلوه، على شرط أن تكون الأفكار المقدمة ليس الغرض منها هو الكسب الشخصي الضيق والمحدود، ولكنها تصب أولاً وأخيراً في الصالح العام. وهكذا تتقدم الدول ويعمل الناس بعزم ونشاط وولاء وانتماء وتزدهر الحياة مرة أخرى في وادي النيل الخالد.

خاتمة

في عرض سابق لفكرة المشروع ذكرت أن حفيدتي ياسمين (وعمرها ١٠ سنوات) عادت من مدرستها في واشنطن لتخبر أمها أن المُدرِسة ذكرت اسم مصر في أول درس من دروس التاريخ، وأضافت أن المُدرِسة قالت إن التاريخ يعيد نفسه، وسألت أمها هل هذا صحيح؟ فعندما أجابتها الأم بالإيجاب سألت بحماس شديد: هل هذا يعني أن مصر يمكن أن تعود عظيمة مرة أخرى؟

الإجابة على سؤال هذه الصغيرة، التي تعيش بعيداً ولكنها تحتفظ بذكرى مصر في قلبها وعقلها، تستدعي التفكير الثاقب والعمل الدؤوب في سبيل رفعة هذا البلد الذي يستحق موقعاً متقدماً بين الأمم. فمصر كانت على مدى العصور منبعاً للحضارة والفكر والعلم والثقافة والفن والبناء وحسن الأداء، ولكن بين آونة وأخرى تخبو فيها شعلة الحضارة وينطوي شعب مصر على نفسه وكأنه في غيبوبة لا يعي بما يدور حوله في العالم، ولكن سرعان ما يفيق هذا الشعب العظيم من الغثيان وينتفض بكل حيوية ونشاط لكي تتوهج شعلة الحضارة مرة أخرى في أرض مصر.

ويمكنني القول إن العرب في كل مكان ينتظرون رفعة مصر لأن في ذلك رفعتهم جميعاً. ولم تكن للعرب مكانة في أي وقت من الزمان إلا في وجود مصر القوية كالعمود الفقري الذي تلتف حوله البلدان العربية جميعاً.

لن تعود مصر دولة عظيمة مرة أخرى إلا إذا تحسنت أوضاعنا الحالية. وبناءً على مزايا ومنافع وهذا المشروع يمكنه أن يوصل مصر إلى الغرض المنشود خلال عقد أو عقدين من الزمان على الأكثر، كما أن من شأنه أن يُخرِج مصر من الوضع الحالي بمآسيه المختلفة، لذلك فإنني مقتنع تماماً بأن المشروع المقترح يمكن أن يعيد الحيوية والإنتاجية لشعب مصر ويؤهل هذا البلد الطيب المعطاء للوصول إلى موقع متميز بين أعظم بلدان العالم مرة أخرى.

الجمعة، 11 فبراير 2011

12 خطوة للنجاح الشخى / بلال موسى

سدد خطواتك نحو النجاح
 
لا أحد يصبح ناجحا” بالصدفة لأن النجاح يحتاج إلى وضع خطة والإلتزام بها،إنها مسألة بسيطة لكنها تحتاج منا إلى تطوير صفات النجاح وأهمها صفات الإلتزام والإنضباط الذاتي والعمل الجاد .(Commetment,Self Dicipline and Hard Work )،و لدي خبر سعيد أسوقه لكم اليوم وهو أنكم بمجرد أن تبدأوا بالعمل فسوف تنساب النتائج وتتوالى واحدة تلو الأخرى.إن المدهش في مسألة النجاح والذي يجعل من حياتنا ناجحة هو اأن الخطوات الصغيرة بإتجاه النجاح تجذب نحوها مزيدا”من النجاح !!! 
في مقالته عن النجاح الشخصي كتب ستيفن إسكوا وهو مستشار ومدرب نجاح من ميتشيغان ،مقالة فذة تحوي خطة رائعة من 12 نقطة يمكنها أن تساعدك لتحقيق أعلى مستويات النجاح،هنا أخط لكم ترجمة موجزة لهذه الخطوات:
الخطوة الأولى : أنظر في أقرب مرآة لديك، الرجل الذي تراه الآن (الذي هو نفسك)هو المسؤول الأول والأخير عن نجاحك،الناجحون دائما”يتحملون مسؤلية أفعالهم.
الخطوة الثانية : إبتسم دائما”كإنعكاس لأفعالك، الناجحون دائما”مبتهجون ومتفائلون وإتجاه تفكيرهم للأمام،وإذا لم يكن لديك أي سبب للإبتسام فإبتسم أيضا”لأن الأفكار الإيجابية تطرد الأفكار السلبية،تذكر دائما” أنه من الصعب أن تطور حالة سلبية بينما أنت تبتسم.
الخطوة الثالثة : إن التقدير الذاتي الإيجابي Positive Self Esteem  هو المؤسس للنجاح،كن مؤمنا” بنفسك وقدراتك وواثقا” بإنجازاتك ومجهوداتك،لا تسهب كثيرا” في التفكير في أخطائك،ذكر نفسك بنجاحاتك السابقة،ومن ثمة بارك لنفسك لأخذ خطوات إيجابية بإتجاه مستقبل أكثر نجاحا”.
الخطوة الرابعة : عليك التحلي بصفة الإيمان بنفسك،فأنت هنا لهدف ما والله -سبحانه وتعالى- لم يخلقك عبثا”كمكمل للحياة،إبحث عن مهمتك أو هدفك من الحياة وإبدأ العمل لإستكماله.
الخطوة الخامسة : إعقد العزم على النجاح ولتكن رغبتك القوية في النجاح هي دافعك لتقرر النجاح وتلتزم بخطتك حتى تحققه.
الخطوة السادسة : تعاون مع الناجحين وإعمل مثل ما يعملون،عندما تواجهك الخيارات في مسألة ما،إختار الخيار الذي يختاره الناجحون.يقولون في الأمثال من جاور السعداء يسعد و قس عليه من إقتدى بالناجحين ينجح في الغالب!!!
الخطوة السابعة : تجنب مخالطة السلبيين وغير الناجحين فهؤلاء سلبيتهم معدية وسامة Negative people are Toxic إنهم يهدمون حياتهم وحياة الآخرين، وتجنب أنواعا أخرى من الناس ممكن أن تخرب عليك حياتك ومن هؤلاء النائحين والشاكين والنادمين.


الخطوة الثامنة : إفعل دائما” ما أنت قوي فيه وتحب أن تعمله وأنت راض عنه ويجذب لك السعادة،ليس هناك أي مبرر لكي تستمر في عمل أعمال مملة وغير منتجة وتجذب لك الإحباط وعدم الرضاء النفسي.
الخطوة التاسعة : أكتب على ورقة رؤيتك Your Vission لنوع الحياة التي تحب أن تحياها ،كن محددا” وواضحا”وأكتب بالتفصيل ،أين تريد أن تعيش؟ماهي نوع السجادة التي تفضلها؟ما نوع الأصدقاء الذين تحب مصاحبتهم؟حتى إسم الحصان الذي ترغب بركوبه؟!! إصنع في خيالك أحداثا” في الصحف حول إنجازاتك، وكل يوم تخيل Visualize نفسك كما تريد أن تكون وتصرف كأنك حققت ما تريد.
الخطوة العاشرة : أكتب على ورق هدفك الكبير ،وهو الهدف الذي تريده وتسعى إليه بكل جوانحك ،أكتبه بصيغة المضارع مثلا”: أنا عندي منزل كبير، أو أنا كاتب ناجح ومشهور…كن على ثقة بأن النجاح هو نتيجة قرار شخصي لذا دائما” إبدأ اهدافك بكلمة (أنا). إقرأ هدفك في صباح كل يوم بصوت عالي،و أخبر المقربين من حولك بهدفك الكبير،ثم ضع خطة لتحقيقه وإلتزم بها حتى تفعلها.
 الخطوة الحادية عشرة : أدرس علم النجاح وأقرأ كتبا” في هذا المجال ،إستمع لتسجيلات وشاهد محاضرات فيديو لخبراء التنمية البشرية،إصنع حولك جوا” من النجاح ،تكلم مع الناجحين وإسألهم كيف أصبحوا ناجحين،ثم إملأ دماغك بألأفكار الإيجابية وامنح نفسك توكيدات ذاتية إيجابية.
الخطوة الثانية عشرة : كل يوم إعمل شيئا”يقربك لهدفك،لا تستسلم أبدا”،سوف تتعرض للفشل فقط إذا كففت عن المحاولة،تابع المحاولات وسوف تنجح بالتأكيد،إن تحقيق النجاح يستلزم إتباع خطة نظامية والإلتزام بها لاتنسى ذلك.
لا يسعني في النهاية سوى أن أختم هذه المقالة بمقولة لإبراهام لنكولين يقول فيها: ( تذكر دائما” ان إصرارك الشخصي على تحقيق النجاح أكثر اهمية من أي شيئ آخر منفرد)
إتبع هذه الخطوات الإثني عشر وضعها في حياتك اليومية ،لا تتردد أبدا”… إبدأ الآن وغدا” أراك على القمة….  

من صنع المأزق في مصر؟ - د.طارق سويدان

ينادي البعض ويجتمع ويقترح ليخرج مصر من أزمتها الحالية حسب تعبيره ومفهومه، لكنني أتساءل: من الذي وضع مصر في هذا المأزق إن صحت تسميته بهذا الاسم؟ هل من العدل أن نتهم شباباً حراً وشعباً بريئاً خرج يطالب بحقه في الكرامة والحرية والعمل والإنسانية بأنه هو من وضع البلد في مأزق؟ وهل تحققت مطالبهم فعلا ً حتى يكتفوا بوعود النظام السابق بالإصلاح والتعديل والتغيير؟

إنها ثورة الشعب

حتى إطلاق لفظ المأزق لا أرتضيه لهذه الثورة الشريفة الحرة الأبية، فهي ثورة بكل المقاييس، وشريفة والوقائع تشهد، وحرة والشعب يثبت، فلماذا نطلق عليها مصطلح المأزق وهو لا يكون إلا للمشكلات والصدامات ؟ وهل يصح أن نردد المصطلحات المهترئة للنظم الفاسدة حتى بعد أن تبيّن فسادها وبطلانها؟

النظام وأركانه وأبواقه حاولوا في البداية أن يصوّروا الثورة على أنها أعمال شغب فردّ الله كيدهم في نحرهم، ثم حاولوا أن يقنعوا الناس بأنهم تارة ثلة من المراهقين الفارغين وتارة بأنهم من الشعب المطحون الذين لا رأي لهم ولا إرادة، وتارة أنهم عملاء ولهم أجندات خاصة، ويفشلون في كل مرة وتكذبهم الوقائع كل يوم، وها هم يحاولون أن يقولوا إن البلد في مأزق ليخرجوا ويهربوا من ثورة الشعب الحر ويأتي من يجعل الثوار يتراجعون ويصلح بين الطرفين وكأنهما في خصومة متكافئة وكأنه لم تكن هناك جناية ولا شعب مجني عليه!!

هذا ما صنعت يداك

قديماً طلق الشاعر المشهور الفرزدق امرأته نوار في حالة غضب وحمق فلما أفاق من غضبه ورأى ما فعله وفرّط فيه أنشد يقول:

نـدمـت نـدامة الكـسـعـي لـمـا

غدت مـني مـطـلـقـة نـوار

وكانت جنتـي فخرجـت مـنها

كآدم حـين أخرجه الضرار

فـكـنـت كفـاقـئ عينيه عـمـلاً

فأصبح ما يضيء له النهار

فلا الندامة تنفع ولا النهار عاد يضيء لمن فقأ عينيه بيده، هل تتوقع النظم الدكتاتورية أن الناس بهذه السذاجة فتقتنع أنه ما لم يفعله النظام خلال عشرات السنين سيفعله خلال أشهر؟!

وأن نظاماً اتضح أن كل أركانه كانوا مجرمين وحرامية لا يشبعون وكذابين محترفين سيصبح مؤتمنا على الشعب ومقدراته وآماله وثورته؟

أخلاق الغرب .. وأخلاق المسلمين والعرب

رغم كل الضعف والتخلف والتخاذل الذي أصاب العرب والمسلمين، ورغم كل ما يقال ونسمعه من انحدار في كل اتجاه، إلا أنني أريد أن أثبت حقيقة لا أستطيع أمامها إلا أن يكبر الأمل في قلبي، فحينما كنت أدرس في (بنسلفانيا) في السبعينات، انقطع التيار الكهربائي لليلة واحدة عن مدينة نيويورك الأميركية، تم إصلاح العطل وإعادة الكهرباء لوضعها الطبيعي، ثم ظهرت الخسائر وبانت الأخلاق التي لم تكن من قناعة وإيمان ورقي، بل كانت لخوف سلطة النظام وعقوبة القانون، فقد قدرت السرقات في فترة انقطاع الكهرباء لتلك الليلة بـ «2 مليار دولار»!!

ولو قارنّا هذه الحادثة بما حصل في مصر لوجدنا الفرق الشاسع والرقي الواضح في ثورة مصر، فبالرغم من بعض السرقات والتخريب الذي تبين لاحقاً أن النظام بوزارة داخليته هو من نظّمه وعاث به في أوائل الثورة، إلا أن الشعب المصري من خلال لجانه الشعبية ووقوفه ترساً بشرياً لحماية الآثار والمقدرات والنساء والأموال والأمن أظهر صورة رائعة ومشرفة للعالم كله كنا نشاهدها بفخر واعتزاز، وكم كان مؤثراً كلام تلك المرأة القبطية التي كانت تعلق على قناة الجزيرة وتقول أنه خلال الغياب التام للشرطة والأمن لم يقذف مسلم حجراً واحداً على كنيسة أو يضرب بها مسيحياً !! بل اعترفت بأن المسلمين كانوا يحمون الأقباط ويقفون معهم ويذودون عنهم وكذلك كان يفعل الأقباط.

لا يعدم الظالم من يدافع عنه

في كل عصر ومع كل ظالم نجد من يدافع عن الظالمين ويبرئهم ويلتمس لهم العذر، ومع أننا أمة التسامح والعفو، وديننا يأمرنا بالصفح والمغفرة، إلا أن هناك فرقاً بين مخطئ عابر ومجتهد لم يصب وبين ظالم لم يرع إلاً ولا ذمة ثم يريد أن يستغل طيبة القلوب وشهامة الأخلاق.

لم نعدم من يدافع عن الحجاج ذلك الذي أهلك العباد والبلاد، وأهان الصحابة وقتل العلماء، ولم نعدم من يدافع عن كثير من الظلمة بعده، وكذلك اليوم لم نعدم من يدافع عن الظلمة ويختلق الحجج التي لا تقنع عقلاً ولا تعيد حقاً، لكنني أقول وشهد ويشهد التاريخ على ما أقوله (من أهان العباد فسيهينه الله عز وجل ) وإن الظلم مهما امتد فإن الدماء والدموع لا بد أن تنتصر يوماً.

حفظ الله مصر آمنة مطمئنة وحفظ شعبها الحر الأبي ونصره على كل ظالم ومتجبر.

السبت، 5 فبراير 2011

التسليم صفة الشجعان


by Salah Al-Rashed صلاح الراشد on Monday, December 14, 2009 at 1:45pm
إن الذي لا يستسلم هو الجبان فقط. صدام لم يستسلم وضيع شعبه وحكمه وشرد أهله وتسبب بقتل أولاده، هتلر لم يستسلم فاسقط إمبراطوريته وانتصر اليهود في النهاية عليه وقوموا دولتهم على أفعاله. النبي صلى الله عليه وسلم استسلم مرات عدة، وكذا فعل خالد واعتذر للنبي خشية أن يكون ممن فر في ساحة القتال، فقال له: (إلا متحيزاً لفئة أو متحرفاً لقتال) فأنا فئتك! الله. وأنقذ خالد المسلمين من مقتلة مضمونة. الجبان يفجر نفسه، يدخل معركة خسارة يريد أن يجبر الله فيها على النصر! والله ليس خلقك، أنت خلقه.
الجبان مضطرب المشاعر فيهرب عن المشاعر التي يتألم منها بالركون إلى طاغية أو ظالم مبرراً أن ذلك سوف يرد كرامته كما فعل بعض العرب مع صدام يما فيهم الكويتيون، وأنا أذكر لما وقفت خطيباً وكنت شاباً صغيراً وكان في الخطبة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير البلاد حفظه الله، والشيخ أحمد الحمود وزير الداخلية، والشيخ راشد الحماد نائب رئيس الوزراء وزير العدل والأوقاف الحالي والسيد أحمد السعدون رئيس مجلس الأمة آنذاك، وآخرون، وبينت ظلم هذا الرجل على الأكراد، وقلت فيه ما أقوله في نجاد الآن، وكلمني مكتب وزير الأوقاف آنذاك وقال لي أن الوزير الحمضان يطلب منك التوقف في الحديث عن النظام العراقي، وبعدها بأسبوعين صار الغزو.
عبدالناصر لم يستسلم فجر على الأمة العربية ويلات عقوداً، وظل اليائسون يصفقون. السادات بطل من أبطال العرب لذلك قتله الجهلة الذين صاروا فيما بعد يقتلون المسلمين وينشرون العقيدة الفاسدة حتى صارت في كل بيت، ثم خرجوا يعلنون توبتهم. السادات استسلم وأعاد ثلث مساحة مصر المسلوبة، وهي سيناء. الساسة المصريون والرياضيون لم يعترفوا بالهزيمة مع الجزائر فضللوا اليائسين بجماهير جزائرية معتدية، فلم يقم واعي مصري واحد فيسألهم: لماذا خسرنا المتش؟! هكذا اللعب باليائسيين. انتبه لا تجعلهم يغشوك!


الاستسلام في وقت الاستسلام بطولة. وقع النبي صلى الله عليه وسلم صلح الحديبية مع المغتصبين المعتدين الظلمة ونزل على شروطهم، حتى أن عمر الفاروق صار يعلو صوته "لما نعطي الدنية في ديننا؟!"، فرد عليه الحكيم الصديق "يا عمر، هذا رسول الله، الزم غرسه"!!! لهذا فإن الصديق يساوي نصف الأمة بمن فيهم عمر رضي الله عنهما. بعدها بأقل من سنتين فقط كانت الفتوحات الكبيرة وفتح مكة دون أي معارك أو قتال. حضر مكة فرابة عشرة آلآف من القديسين بينما كان تعداد المسلمين قبل الصلح لا يتعدى 1,500 فقط!! انظر ما يفعله السلام. في غضون سنتين فقط أخرى خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبة الوداع في 144,000 من الحضور!!
لهذا السبب يتطور الخليج وهو الآن بدوله الست تنمية بشرية عالية، بينما لا يزال باقي العرب أقل تنمية. السلام هو الطريق.


جميل أن تقرأ شعر أحمد مطر لكن هذا شعر ليس له علاقة بالحياة. هذا شعر طربي، ابداعي، جميل، يخرج من يأس ويصلح في أوقات اليأس أو يردده اليائسون والمحششون. أحمد مطر تقرأ له، لكنك لا تود أن تصاحبه أو تعيش معه، بل لا أقترح عليك أن تلقاه حتى لا تصدم.


منهج طالبان والقاعدة والصقور (التطرف اليميني في أمريكا) ونجاد (اليمين الإيراني) ونمور التاميل (سيرلانكا) وجماعة بوسياف (الفلبين) والخمير الحمر (كمبوديا) وغيرهم لا يعرفون الاستسلام، لا يستطيعون أن يتصورا حياة دون معتقداتهم .. لا يقبلون رباً يقبل الجميع، لا يقبلون الهزيمة .. الإيجو شغال .. أبليس لم يقبل. الملائكة قبلت. كل الذين كفروا بالأنبياء لم يقبلوا. لم يقبلوا فكراً جديداً ومنهجاً مختلفاً .. نريد ما وجدنا عليه آباؤنا. المكان أكثر راحة هنا ..


----------
درويش يبحث في الأرض تحت الضوء، جاءه رجل يسأله عما ضيع، فأجابه: ضيعت مفتاح البيت. ساله: هنا؟ قال لا: هناك في الظلام. سأله: ولماذا تبحث هنا؟ قال له: هنا الإضاءة أفضل!
---------


قناة الجزيرة جايبة خبر منع السلطات الإسرائيلية للمساجين الفلسطينيين من مشاهدة قنوات الجزيرة في المعتقل. أنا تسأءلت عن سبب حب ورعاية الله لهؤلاء المساجين!
---------


شخص يسأل وهل تقصد أن يقف الفلسطينيون عن المقاومة. جوابي: نعم. المقاومة صارت مضرة وصارت تعود بالضرر على أصحابها وستشهد الأيام القادمة وضعاً حتى أكثر خطورة، بدأت مع الصهاينة، ثم صارت مع كل الإسرائيليين، ثم صارت مع كل اليهود، ثم صارت مع الغرب، ثم صارت بين القوى الفلسطينية نفسها، ثم صارت في التيار الواحد، والموضوع مستمر. خطوة وحدة فقط بقيت قبيل الانهيار التام وهي الاغتيالات الداخلية. عندها الأوضاع ستحتاج وقتاً طويلاً لتصلح.
وقف المقاومة لا يعني بتاتاً ضياع الرغبة. إن الإنسان الذي يرغب ان يرى فلسطين سعيدة ومحررة ومستقلة ويقودها العقلاء من لفلسطيينين بأنفسهم إنسان كريم وطيب النفس، لكن أنا لا أريد أن أرى أفغاناً يحكمون فلسطين. أريد أن أرى فلسطينيين على المنهج الياباني. اليابان العاقلة أدركت أن لا نصر أمام أمريكا، خاصة مع هذه الترسانة الجائرة والتي قصفت هوروشيما وناكاساكي بهذه الطريقة الوحشية الشرسة الخارجة عن نطاق الإنسانية، أدركت أن لا نصر، فاستسلموا لكنهم لم يموتوا، بل استمروا في العيش، فصارت اليابان اليوم ثاني أقوى قوة مالية وصناعية وتجارية في العالم (تتنتج 4 تريليون من 31 تريليون دولار لإجمالي العالم، أمريكا وحدها 11 تريليون). شوية سلام ومحبة في وسط المجتمع الفلسطيني وأنت تشاهد فلسطين تخرج من الأرض وتبني من جديد.


لليوم فقط، فكر في شيء فعلاً تريده، أقصد فعلاً فعلاً تريده (ليس طبعاً ما لا تريده) ثم سلم، كأنك خلاص سلمت الفكرة والرغبة لمسير الكون. الفرق بين المسلم – بفتح السين وشد اللام - وبين المحبط أن المسلم مطمئن متيقن غير مبالي، المحبط يشعر بالرغبة وعدم تحقيق ما يريد معاً.


------
في السوق في الشرقية في السعودية سمعت وحدة تقول لابنها: يا حمار! وتصرخ عليه، وكررت الموقف. تدخلت وقلت لها: أختي هذا يضر بنفسيته، هذا طفل. قالت لي (باستهزاء): حضرتك دكتور نفساني؟ قلت لها: نعم!


وبحب الناس الرايقة (بس بدون الكليب رجاءً، الصوت فقط).

الجمعة، 4 فبراير 2011

سيادة الرئيس


من أفضل ما كتب عن الأزمة الحالية على لسان أخي الدكتور راغب السرجاني ويعبر تماما عن ما يدور في صدري:
سيادة الرئيس
أرى الخلق اجتمعوا على مشاعر معينة تجاهك.. كلها –كما تعرف– مشاعر تموج بالكراهية والحقد والغل.. مشاعر تراكمت على مدار سنوات طويلة، فليس هذا البغض حديثًا، إنما هو قديم قديم.. لعله منذ أول أيام ولايتك.. وأسباب كراهيتهم لك منطقية ...للغاية.. جوع.. بطالة.. فساد.. تكبر.. قهر.. استبداد.. تعاون مع اليهود.. خضوع للغرب والشرق.. هوان عالمي كبير لمصر.. وغير ذلك من فظائع اتسمت بها فترة حكمك.. وخُتم هذا السجل الحافل الفاشل بتزوير فاضح لانتخابات مجلس الشورى ثم مجلس الشعب.. تزوير خرج عن حدود المنطق والعقل.. إلى الدرجة التي اضطرت فيها الحكومة الفاشلة في النهاية أن تزور الانتخابات لصالح بعض المعارضين! حتى يُخفف من شكل الصورة الهزلية!

لا شك أنَّ هذا التاريخ الأسود كان سببًا في كراهية عميقة لك في وجدان الشعب المصري كله، وفي وجدان الشعوب العربية والإسلامية، بل لا أبالغ إن قلتُ إن هذه الكراهية صارت في قلب كل حر في العالم! لقد كان الجميع ينتظر من مصر الكثير والكثير.. ولكن للأسف وجدوها في حاجة للعون، ولا طاقة لها بعون أحد..

وتعمقت الكراهية أكثر وأكثر عند رؤية الشعب لخطواتك الحثيثة التى تسعى لتوريث ابنك الحكم من بعدك.. فهذه إشارة أنَّ الشعب سيعيش هذا الضنك، وهذه الإهانة لعدة عشرات أخرى من السنوات، خاصة وأن السنة الإلهية الماضية أن أعمار الظالمين تطول جدًا، وجلهم يتجاوز السبعين والثمانين!
هذا وغيره جعل الناس يكرهونك، بل لعلهم لم يكرهوا في حياتهم رجلاً مثلك!
هذه علامة خطيرة يا سيادة الرئيس! ولا أقصد خطورة الدنيا فقط.. لا أقصد خطورة تربص الشعب لك، ورغبته الأكيدة في الفتك بك، ولكني أقصد شيئًا آخر قد تكون أهملت النظر له طيلة عمرك، وهو أنَّ هذا البغض الجماعي لك قد يكون علامة بغض الله لك! وهذا ليس مستغربًا، فلا شك أنَّ الله يبغض كل الفراعين والطواغيت، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. وَإِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنِّي أَبْغَضْتُ فُلَانًا فَيُنَادِي فِي السَّمَاءِ ثُمَّ تَنْزِلُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ"..
والواقع –يا سيادة الرئيس– أنَّ البغضاء قد نزلت لك في الأرض!
وأنا واحد من أفراد الشعب الذي يكرهك.. لكني أحمل لك شعورًا إضافيًا قد يستغربه كثير من الناس، بل قد تسغربه أنت شخصيًا.. وهو شعور الشفقة!
لعلك تقول: وهل يشفق الناس على الطواغيت؟
أقول لك: نعم!. في بعض الأحيان نعم!
أشفق على رجل تجاوز الثمانين يسير معصوب العينين، وقد طُمس بصره وبصيرته، إلى نهاية بائسة، يُلقى فيها في حفرة قبره، ليبدأ الحساب العسير على سنوات البغي والضلال..



لو تؤمن يا سيادة الرئيس بالبعث والنشور ما طاب لك طعام ولا شراب، فالناس جميعًا سيحاسبون على أنفسهم وأهلهم، وأنت ستحاسب على شعب كامل!
يا لهول ذلك الأمر!
لا أعتقد أنَّ واحدًا من المنافقين الذين أحطت نفسك بهم نبَّهك إلى حقيقة هذا الأمر، مع أن بعضهم يعمل في "وظيفة" شيخ!
ماذا أعددت يا مسكين لسؤال ربك؟
ماذا ستقول لربك عن عشرات الآلاف من المعتقلين ظلمًا دون قضية ولا محاكمة؟
ماذا ستقول عن تكريس أكثر من نصف مليون إنسان لحماية شخصك، مع كل ما يتطلبه ذلك من أموال، ومن إهدار طاقات وأوقات؟
ماذا ستقول عن الملايين الذين جاعوا في عهدك، وقد تحولت ثروات البلد إلى جيبك وجيوب المقربين منك ومن أولادك؟
ماذا ستقول عن مواقفك المخزية من قضايا المسلمين حولك.. تشارك في حصار غزة.. تترك السودان وحيدًا أمام قوى العالم الباغية.. تجري وراء أمريكا في أي وادٍ تهيم فيه.. تصادق الصهاينة.. تعادي المسلمين؟
ماذا ستقول عن "جهاز أمن الدولة" الذي صيَّرته جهازًا "لفزع" الدولة والشعب؟ والذي لم يعد له همٌّ إلا الطغيان والعدوان وترسيخ الظلم والخوف، وممارسة التعذيب والإذلال؟
ماذا ستقول عن الغاز الذي بعته لعدوك، والبلد التي بعتها لأصحابك؟
بل ماذا ستقول عن شرع الله الذي عزلته عن حياة الناس، وعن كتاب الله الذي تركته وأهملته؟
أواه يا سيادة الرئيس!
إنك في موقف تعيس!
هل تتخيل مصيرك الذي تسير إليه مسرعًا..
قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمْ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةَ الْخَبَالِ"..
يا سيادة الرئيس.. قد أعذر الله إليك، وقد أمد لك في العمر حتى يعطيك فرصة التوبة، ولكنك ما زلت متشبثًا بالمصير التعيس!
قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً"..
وأنت بلغت الستين منذ أكثر من عشرين سنة! ألم تنتبه؟!
لعلك كنت تتمنى أن تسمع هذا الكلام في أول عهدك، فقد كانت أمامك فرصة أن تكون من تكون من المقربين إلى الله إذا عدلت في حكمك.. فقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، وذكر في أولهم: إِمَامٌ عَادِلٌ..".. ولكن للأسف لم يسمعك أحد هذا الكلام؛ لأنك –للأسف– اخترت بطانة السوء، والحاكم يكون من البطانة التي اختارها، فليس هناك -كما يظن بعض السذج- رئيس صالح لا يدري عن الفساد في بلده شيئًا، والكل يسرق من حوله وهو نظيف! ليست هناك هذه الصورة المضحكة، بل يقول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ وَالٍ إِلَّا وَلَهُ بِطَانَتَانِ، بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَبِطَانَةٌ لَا تَأْلُوهُ خَبَالًا، فَمَنْ وُقِيَ شَرَّهَا فَقَدْ وُقِيَ، وَهُوَ مِنْ الَّتِي تَغْلِبُ عَلَيْهِ مِنْهُمَا"..
وما العمل يا سيادة الرئيس؟
هل ضاعت الفرصة، وصار الطريق حتميًا إلى جهنم؟!
الواقع –الذي لا يشفي صدور الناس– لا!!
هناك فرصة..
نعم ليست طويلة لأنك بلغت من الكبر عتيًا، ولكنها موجودة على كل حال..
أن تتوب إلى الله!
هل تعرف هذا المصطلح: التوبة؟
لا شك أنه جديد على القصر الرئاسي، فقليلاً ما يتوب المتكبرون، ولكن صدقني هناك فرصة! وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ الرجل الذي قتل مائة من البشر قد غفر الله له عندما حقق التوبة الصادقة.. نعم عدد قتلاك يتجاوز هذا الرقم بكثير، لكن العبرة بصدق التوبة لا بحجم الجريمة.
وعليه فإني أنصحك –وأنا والله لك ناصح أمين– بما يأتي:
أنصحك ألا تسوف في التوبة، فالموت يأتي بغتة..
وأنصحك أن ترحل فورًا دون تسويف أيضًا.. ارحل قبل أن تراق المزيد من الدماء.. ارحل قبل أن ينقلب عليك جيشك الذي سمح بكتابة عبارات الكراهية لك على دباباته ومصفحاته.. ارحل قبل أن يفتك بك شعبك وعندها لن تجد وقتًا للاعتذار.. ارحل فورًا ولا تكن بطيئًا في التفكير..
وأنصحك أن تعيد للشعب ما أخذته منه بغير وجه حق على مدار السنين، فليس لك إلا المخصصات القانونية التي يكفلها الدستور للرئيس، والشعب لا يمانع أن تأخذ راتبًا كالذي يأخذه رئيس أكبر وأغنى دولة في العالم، لكن لا تأخذ فوقه شيئًا، وأنا أعلم أن إعادتك للمليارات من الدولارات أمر صعب، لكن الأصعب منه هو الحساب على هذه الأموال، ولا أقصد حساب الشعب، ولكن أقصد حساب القبر، وهو –بالنظر إلى عمرك– قريب للغاية!
وأنصحك أن تتفرغ بقية عمرك لقراءة الكتاب العظيم الذي لم تلتفت إليه في حياتك، وهو القرآن الكريم، وستدرك حينها كيف ضيَّعت على نفسك وعلى شعبك فرصة هداية كبيرة.
وأنصحك أن تخاطب شعبك خطابًا متواضعًا تعتذر فيه عن فساد نظامك، وتعتذر للشعب عن تزوير إرادته دومًا، فأصحاب الحقوق عندك كثيرون، وكلهم سيأخذ من حسناتك.
وأنصحك أن تجمع ولديك وتحذرهم من سوء الخاتمة، فأنت تعلم أن الموت لا يفرق بين كبير وصغير، وعليك –إن كنت حريصًا على مصلحتهم– أن تدربهم على التوبة من ذنوب القهر والتزوير وغيرها من أخطاء في حق الشعب، فالأمر –والله– جلل.
والله –يا سيادة الرئيس– أنا لك ناصح أمين.. لا أسألك عليه مالاً.. إن أجري إلا على الله.. ولن يصيبني إلا ما كتب الله لي..
فستذكر –أيها الرئيس– ما أقول لك، وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



قصيدة جديدة لفاروق جويدة ( ارحل .. )



ارحل كزين العابدين وما نراه أضل منك ..
...
ارحل وحزبك في يديك ..

ارحل فمصر بشعبها وربوعها تدعو عليك ..

ارحل فإني ما أرى في الوطن فردا واحدا يهفو إليك

لا تنتظر طفلا يتيما بابتسامته البريئة أن يقبل وجنتيك

لا تنتظر أمّا تطاردها هموم الدهر تطلب ساعديك

لا تنتظر صفحا جميلا فالخراب مع الفساد يرفرفان بمقدميك

ارحل وحزبك في يديك

ارحل بحزب امتطى الشعب العظيم

وعتى وأثرى من دماء الكادحين بناظريك

ارحل وفشلك في يديك

ارحل فصوت الجائعين وإن علا لا تهتديه بمسمعيك

فعلى يديك خراب مصر بمجدها عارا يلوث راحتيك

مصر التي كانت بذاك الشرق تاجا للعلاء وقد غدت قزما لديك

كم من شباب عاطل أو غارق في بحر فقر وهو يلعن والديك

كم من نساء عذبت بوحيدها أو زوجها تدعو عليك

ارحل وابنك في يديك

إرحل وابنك في يديك قبل طوفان يطيح

لا تعتقد وطنا تورثه لذاك الابن يقبل أو يبيح

البشر ضاقت من وجودك.. هل لابنك تستريح؟

هذي نهايتك الحزينة هل بقى شيء لديك؟

ارحل وعارك أي عارْ

مهما اعتذرتَ أمامَ شعبكَ لن يفيد الاعتذارْ

ولمن يكونُ الاعتذارْ؟

للأرضِ.. للطرقاتِ.. للأحياءِ.. للموتى..

وللمدنِ العتيقةِ.. للصغارْ؟!

ولمن يكونُ الاعتذارْ؟

لمواكب التاريخ.. للأرض الحزينةِ

للشواطئِ.. للقفارْ؟!

لعيونِ طفلٍ

مات في عينيه ضوءُ الصبحِ

واختنقَ النهارْ؟!

لدموعِ أمٍّ لم تزل تبكي وحيدا

فر أملا في الحياة وانتهى تحت البحار

لمواكبِ العلماء أضناها مع الأيام غربتها وطول الانتظارْ؟!

لمن يكون الاعتذار؟

**

ارحل وعارك في يديكْ

لا شيء يبكي في رحيلك..

رغم أن الناس تبكي عادة عند الرحيلْ

لا شيء يبدو في وجودك نافعا

فلا غناء ولا حياة ولا صهيل..

ما لي أرى الأشجار صامتةً

وأضواءَ الشوارعِ أغلقتْ أحداقها

واستسلمتْ لليلِ في صمت مخيف..

ما لي أرى الأنفاسَ خافتةً

ووجهَ الصبح مكتئبا

وأحلاما بلون الموتِ

تركضُ خلفَ وهمٍ مستحيلْ

ماذا تركتَ الآن في أرض الكنانة من دليل؟

غير دمع في مآقي الناس يأبى أن يسيلْ

صمتُ الشواطئ.. وحشةُ المدن الحزينةِ..

بؤسُ أطفالٍ صغارٍ

أمهات في الثرى الدامي

صراخٌ.. أو عويلْ..

طفلٌ يفتش في ظلام الليلِ

عن بيتٍ توارى

يسأل الأطلالَ في فزعٍ

ولا يجدُ الدليلْ

سربُ النخيل على ضفافِ النيل يصرخ

هل تُرى شاهدتَ يوما..

غضبةَ الشطآنِ من قهرِ النخيلْ؟!

الآن ترحلُ عن ثرى الوادي

تحمل عارك المسكونَ

بالحزب المزيفِ

حلمَكَ الواهي الهزيلْ..

***

ارحلْ وعارُكَ في يديكْ

هذي سفينَتك الكئيبةُ

في سوادِ الليل تبحر في الضياع

لا أمانَ.. ولا شراعْ

تمضي وحيدا في خريف العمرِ

لا عرش لديكَ.. ولا متاعْ

لا أهلَ.. لا أحبابَ.. لا أصحابَ

لا سندا.. ولا أتباعْ

كلُّ العصابةِ تختفي صوب الجحيمِ

وأنت تنتظرُ النهايةَ..

بعد أن سقط القناعْ

الخميس، 3 فبراير 2011

سلم يارب سلم


د.صلاح اراشد 
لدي توقع أن البنتاغون "أصدر أوامره" لرئيس أركان الجيش المصري بحسم الموضوع فجراً، وقبل صبيحة الجمعة. وأنا شخصياً أعتقد أنها الفرصة الأخيرة للجيش ليأخذ هذا القرار لو شاء. بعدها قد يصدم الشعب والجيش، لا سمح الله، وهو أسوأ ما يمكن أن يحدث، ويتمناه المتربصون. ورغم أن لي رأياً خاصاً فيما يحدث، أقوله فيما بعد بإذن الله، ألا أني أعتقد أن ما ف...عله النظام المصري تجاوز الحد المعقول بشرياً، وأن رجال الظلام الذين يقطنون لازغلي، والأشرار الذين يتسمون بالمباحث والمخبرين (كل من يعمل في المباحث فيه شر تحت أي نظام وفي أي دولة، لكن أن يكون مباحث آفضل، لأنه لو لم يكن مباحثاً ومخبراً لكان مجرماً، ولا مفر إلا بالعلاج، لأنهم مرضى)، هؤلاء سجلوا أسوأ حكم ونظام بعد نظام صدام في العصر الحالي. والسنن تعلمنا أن الظلم لا يدوم، وأن دولة الظلم ساعة، ودولة العدل إلى قيام الساعة. يارب اللطف بمصر جمعة 4 فبراير، فقد تكون الفاصلة
كثيرون متخشبون أمام شاشات التلفاز. أحباؤنا عملوا شيئاً، قاموا بعمل وترتيب أوضاعهم لجلسات سلام في أنحاء الوطن العربي. هؤلاء يعتقدون أن للنية أثراً كبيراً جداً، هؤلاء يعتقدون أن الأعمال وتحقيقها بالنيات. هؤلاء يتمنون لمصر وأهلها الإزدهار والسلام والمحبة والأفراح والخير. شكرا لهؤلاء الأبطال. والسلام لأهل مصر

ما بعد ثورة الشارع في مصر ( برجاء النشر بالله عليكم )

by Salah Al-Rashed صلاح الراشد on Saturday, January 29, 2011 at 2:08pm
مقدمة
مع إيماني العميق بحق المصريين في تقرير مصيرهم، وهو حق أصيل لكل الشعوب، إلا إني أعتقد أن مسار هذه المظاهرات الشعبية قد لا يؤدي لمطالب الشعب من تحقيق التغيير في وضع المعيشة والحكم في مصر، لو كان هذا المقصد. لو حصل ما حصل في تونس فلن يحصل ما حصل في مصر. لو انهار هرم النظام في مصر فإن العواقب قد تكون وخيمة ولن يحصل ما حصل في تونس، وإن كنت أعتقد أن تونس لم تتضح بعد معالم التغيير فيها، خاصة وأن التغييرات القادمة قد تأتي بالحكم الأكثر تطرفاً (لاحظ أن كل من شارك في التظاهرات في تونس، تقريباً، رجال!!)، والأيام كفيلة لتبين لنا. وأنا وإن كنت أرى أن التحرك كان مباركاً في تونس أو في مصر فإني لا أقر مبدأ التغيير السياسي من الشارع، لأسباب سوف أشرحها، بإذن الله

مصر ليست تونس
يجب في البداية الإقرار بأن تونس دولة معزولة في أعلى شمال أفريقيا لا تشكل أهمية كبيرة لأوربا وأمريكا والعالم. إن الدولة الوحيدة المهتمة بأمن تونس هي الكويت؛ لأن ثلث استثمار تونس كويتي! قد يكون الاهتمام بالضرورة في الجزائر والمغرب وليبيا كذلك لأنها جارة وقد تهدد استقرار تلك البلدان. إن مصر، بالمقابل، بُعد جيواستراتيجي سياسي مهم؛ فمصر تطل على البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، ولكل منهما بعد عسكري واسترتيجي واقتصادي مهم. إن البحر المتوسط يطل على عشرات الدول الشرق أوسطية والأوربية، ويربطها ببعض، وفي مصر معادن ونفط وزراعة وصناعة وآثار وخيرات.. ومصر ما زالت، رغم انخفاض مستواها، قائدة في الجانب السياسي والدبلوماسي عربياً، ومصر كذلك بوابة مهمة لحماية مصالح الغرب والحليف الاسترتيجي في المنطقة. وفي مصر كذلك أيد عاملة ضخمة، ومفكرون، وهي الأكثر تعداداً بين العرب (أكثر من 84 مليون نسمة). إن هذا كله يفرض تدخل كل العالم في أي تغيير في مصر، بالذات العالم الغربي، ألا ترى كل هذه التصريحات، والتدخلات، بعضها تعدى المقبول، كتصريح الرئيس الأمريكي أوباما في مخاطبة الجيش المصري والسلطات الأمنية بعدم قمع المتظاهرين، كأن الجيش يتلقى الأوامر من البيت الأبيض في واشنطن لا القصر الرئاسي في مصر. في كل ساعة تصريح لمسؤول أمريكي أو بريطاني أو فرنسي أو الاتحاد الأوربي، لهذا السبب العميق فإن الوضع في مصر مختلف تماماً عن تونس، ولو حصل أن انهار نظام الحكم في مصر، وقد يحصل، فها هي توقعاتي من المحتمل، وكذا لو استمر

السيناريو الأول
أول الاحتمالات هو استمرار المظاهرات والشغب وتفاقمها لتصل لكل البلاد وحتى تنحي الرئيس مبارك عن الحكم. إن هذا الاحتمال هو أخطر احتمال على مصر لثلاثة أسباب رئيسة: الأول: أن هذا الأمر سيترك فراغاً سياسياً وأمنياً وهزة اقتصادية غير مسبوقة وفوضى عارمة لم تحصل لا في العراق ولا أفغانستان، وتهريب وسرقات لم تشهدها مصر في تاريخها. إن الفراغ الأمني والسياسي يعني قوات أمريكية في سيناء أو اجتياح تكتيكي احتياطي من إسرائيل، وقوات مشتركة في ضواحي القاهرة، ومقاومة شعبية للقوات تكون ساحة لم يحلم بها القاعديون والمتطرفون في أنحاء العالم. إن هذا الموضوع لو صار فقم بجمع الموجود من اضطرابات أفغانستان والعراق وضاعفه يعطيك نتيجة ما سيحصل في مصر! (لا سمح الله)، وستنشأ معارك بين القاعديين والاخوان، وبين الاخوان والقوميين، وبين الاخوان والقاعديين والقوات المتدخلة، كون الاخوان أقوى تيار موجود حالياً في مصر. إن هذا الاحتمال مدمر لمصر، وسيعود بمصر عشرات السنين للوراء. إن السبب الثاني: كون كرزاي البديل (الحامل للجنسية الأمريكية، أو رجل أمن متفق عليه مسبقاً) رغم أنه في البداية سينظر له كبديل أفضل من الموجود، سيكون على المدى البعيد أجندة أمريكية. وصحيح أنالنظام الحالي أيضاً يستجيب للضغوط الأمريكية، لكنه في الحقيقة يستجيب للحاجة للمساعدات ليس إيماناً منه بأن أمريكا صاحبة فضل في تنصيبه؛ فتنصيف الحاكم في مصر كان بسبب الثورة التي قامت، وهي، في الأصل، كانت ضد أمريكا. إن مؤشرات موضوع البديل واضحة من تصريحات المسؤولين الأمريكيين والغربيين كأنهم غير خائفين من تدهور الأوضاع لو فلت الحكم، كونهم متيقنون من البديل الجاهز! والثاني سوف لن يستطيع "البديل الجاهز" أن يخالف أمريكا، كما الحال مع كرزاي في أفغانتسان. إن السبب الثالث هو كون مصر حالياً، رغم الفقر، فهي ثاني أكبر منتج بعد السعودية عربياً. فهي مصدر رئيس لكثير من المنتجات العربية، والمثقفين العرب، والعلماء، والباحثين. وهذا الحدث سوف يؤثر على انتاج مصر، وعلى تصديرها للكفاءات والمثقفين، كون الدول بالذات العربية ستخشى الجانب الأمني، بالذات بعد توغل القاعديين فيها. إن وضعاً مثل هذا سيخسف بالجانب الاقتصادي والمادي للدولة، ولسنوات عدة. إن هذا الاحتمال، بالنسبة لي، قاتم ويخيف


السيناريو الثاني
أن توقف هذه التظاهرات من خلال القمع والتنكيل والقتل والحجز والمحاكم العسكرية.. وتدخل الجيش، وهذا احتمال كذلك خطير لسببين رئيسيين: الأول: أن هذه النفوس البريئة والناس الطيبة التي ستذهب زهاء هذا العمل غير المدروس، ولنا في التاريخ العربي تجارب عدة راح ضحيتها ألوف من الناس في أحداث حماة، وأيلول الأسود، وباب العزيزية في ليبيا، والمنشية وسجون مصر في حقبة جمال عبدالناصر، وحركة جهيمان.. كلها كانت مغامرات قادت إلى عنف أحبطت الشعوب عقوداً. إن الناس ونفوسها ليست مغامرة ولعبة وتجربة. إن للناس حقوقاً أهمها أمنها على أنفسها وأجسادها وأموالها. والثاني: أن فشل التحرك الشعبي بهذه الطريقة يعني استتباب القهر والدكتاتورية في الدول الثانية، وستكون مصر عبرة لكل عربي يفكر في المطالبة بالتغيير مرة أخرى! وهذا أخشى ما نخشاه أن تركن الشعوب العربية للخمول مرة أخرى. إن هذا الخيار يخيفني كالأول، كونه يخبت الطموح وروح التطور والتحسن لدى العربي


السيناريو الثالث
وهو استمرار الضغوط الشعبية، لكن مع تخفيف المسيرات والتظاهرات بل وقفها حالياً، وذلك حتى الدعوة الى انتخابات حرة نزيهة وبمشاركة مراقبين دوليين، وصناديق الاقتراع تحدد. ويجب التنبيه بأن صناديق الاقتراع الأولى لن تأتي بالجيد، فغالباً سيكون الفوز للتيارات الدينية الأكثر تعصباً فالتيارات الدينية الأقل تعصباً فالتيارات القومية بما في ذلك الحزب الوطني الحاكم حالياً، والذي سيتحول الى معارضة في الغالب في مواجهة الأكثرية الدينية. لكن هذا ديدن الحرية والديمقراطية في البداية (الالتفات للأصوات العالية). أما الانتخابات الثانية ستنضج أكثر وسيقل تواجد التيارات الدينية (كما الحال في التجربة الكويتية والعراقية) ويزيد الخيار للمعاكس (التيارات الليبرالية) لأن الناس سترى أن التيارات الدينية مجرد شعارات لا تملك أي حقيقة على أرض الواقع، وأنهم، كغيرهم، يعيشون أكذوبة بأنهم نصر السماء المرتقب. إن هذا الأمر حصل في كل الدول المدنية بما في ذلك أوربا (غير أن غالب الناس لا يقرأ ولا يتعلم). مع اختيار التيارات الأكثر ليبرالية سنرى معارضة أكبر من التيارات الدينية، لكنها هذه المرة لن تكسب التأييد الشعبي الذي كشف الحقيقة الغائبة حتى ربما عن الداعين لها أنفسهم. استمرار التيار الليبرالي سيكشف كذلك للناس أنهم أيضاً شعارات كان يحركها فقط معارضتهم الشرسة والمستمرة للتيارات الدينية، دون اي برامج حقيقية للتنمية. ثم بعدها يأتي الخيار الصحيح والذي هو اختيار "القوي الأمين"، ليس المتدين، ولا الليبرالي، ولا الذي شكله مؤنساً، ولا المنتمي لطائفتي، بل القوي في وضوحه وشفافيته وعلمه وعمله، الأمين في تحركه وحفظه وتنميته لبلده، أياً كان مسلكه. فقد أختارُ شخصاً من الاخوان وآخر من القوميين وآخر من الليبراليين كوني أعرف أنهم رغم اختلافهم مع وجهات نظري العامة الأنفع لبلدي (هذا بالضبط ما عملته أنا شخصياً في تصويتي في الكويت، فقد أعطيت صوتي لشخص من الاخوان لعلمي بأنه اكاديمي وناشط محترف ومخلص، ولوزير سابق أحدث تغيرات جريئة في وزارته، ولأمرأة لاعتقادي بأهمية وحتمية دخول المرأة في البرلمان، وهي ليبرالية، ولناشط سياسي لا ينتمي لتيار). لا يهمني متدين ولا ليبرالي، يهمني أن أعمل توازن في بلدي يضمن استمرار الديمقراطية بطريقها الصحيح. أولئك الذين اختار لهم شيخ القبيلة المرشحين وأولئك الذين قررت لهم قيادة الجماعة الدينية من يصوتون له، هم من تسببوا بهذه الفوضى الحالية في البرلمان. لو كانوا استفتوا قلوبهم وشاوروا عقولهم وصلوا باخلاص صلاة الاستخارة لما فعلوا ما فعلوا وأطالوا علينا التجربة للوصول لممارسات أفضل. لو كانت لي كلمة مسموعة على الناس لنصحتهم بالخيار الثالث. تمهل، ودع الأمور تطبخ على نار هادئة، وعش حياتك بسعادة، ومارس فنون رفع الذبذبات والتطوير الذاتي على نفسك ومن خلال نصحك للآخرين، وكن التغيير الذي تريد أنت بنفسك


رأيي الشخصي بالمظاهرات الشعبية
أنا لدي اعتقاد بأن التغيير الشعبي لا يأتي في الغالب بنتائج جيدة. إن التحرك الشعبي أسقط نظام الحكم في الخلافة الراشدة، وتسبب في قتل أشرف انسان وقتها، ثم بقتال استمر لسنين راح ضحيتها عشرات الآلآف من البشر، وجاء في النهاية بالحكم العضود! إن الحكم الحالي في مصر هو نتيجة ثورة شعبية باركتها الأمة عقوداً!! الآن ثورة ضد الثورة من خلال الثورة! من ثورة أولئك الخوارج على عثمان (مع فارق الشبه) إلى الثورة ضد تشاوتسكي إلى كل الثورات التي نجحت في اسقاط الحاكم لم تتسبب في جعل الوضع أفضل. إن الغاية لا تبرر الوسيلة. ما بني على باطل فهو باطل. إن الفساد لا يُصلح بالافساد. إن الظلم لا يُزال بالقتل والفوضى. "اصبروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة"، "عليكم بالسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي"، (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون). إن الأمة التي لا تملك إلا الثورة لا تبني دولة، ولك في فلسطين المثل. هؤلاء رجال الثورة في الضفة وغزة، كلا الطرفين يدفع رواتب مواطنيه من المساعدات الأمريكية والأوربية، وحال بلده في تدهور مستمر. إن الذي يقوم به رجل مثل د. محمد يونس البنغلاديشي يساوي مائة ثورة. إن ما يقوم به د. أحمد وزيل يساوي كل ما قام به الشعب التونسي وزيادة. إن من يبني ليس كمن يهدم. هذا، أصلاً، ما فعلته الأنظمة خلال العقود الماضية، فصارت الشعوب تعمله. رغم حماستي وحبي للحراك الشعبي فإن خوفي أن يتحول لشيء آخر أكثر ضرراً للبلدان. أقول لا لذلك الخيار شخصياً لأن الشعوب بشكل عام هي أيضاً مشكلة وغير واعية، وخاصة وأن مراهقين يقودون الشوراع فيها. إن الخطأ الجاري من الحكومات لا يُصلح بالقوة، لأن من يأتي بالقوة يؤسس مبدأ القوة. إن أوربا راحت من المسلمين لأنها أخذت بالقوة. لكن شرق آسيا التي لم تدخل حرباً لا تزال تشكل الغالبية من المسلمين. إن فتح أوربا الذي تحدث عنه نبي البشرية صلى الله عليه وسلم (صحيح مسلم) هو من قبل بني إسحاق (يعني أوربيين) يفتحونها بالعلم والروية والتنمية (في لفظ الحديث بتكبيرات الله أكبر) لا بالسلاح والقتال. إن الناس خلقوا أحراراً فمتى استعبدناهم حتى نقاتلهم ليسلموا؟! إن المظاهرات الشعبية هي شغل الضعيف الذي يستغيث بالقوة



سلام انترناشونال
بعد الاستخارة والاستشارة قررنا بعون الله أن نعقد مجموعات سلام، في كل بلد يتواجد فيها أعضاء من نادي جوي12، يشرفون على تلك الجلسات والتحرك السلمي، بالذات ممن أتموا "المنهج التأسيسي" لضمان فهم العمل وصحته. إن أعضاء سلام لن يخرجوا مع المظاهرات، لن يشاركوا في المعارك السياسية، لن يشاركوا أي تيارات دينية، في المقابل لن يعتزلوا الناس والعمل، ولن يقنعوا. هم أناس راضون لكنهم غير قنوعين، شعلة من النشاط لكنه في الداخل وليس في الشوارع. أناس يؤمنون بأن التحرك يجب أن يبدأ من الداخل. هم أنفسهم مثال للتنمية، متطورون، راضون، لديهم السلام الكافي في الداخل، محبون محبوبون، لا ينغشون، وهم من مختلف الأطياف، يؤمنون بأن الحرية للكل لكن الحرية مسؤولية، شعارهم "أنا حر إذا أنا مسؤول". إذا رأوا الفتنة اعتزلوا، وإذا هدأت الأمور تقدموا، شجعان يعرفون متى يتوقفون ومتى يتقدمون

لقد اخترت مجموعة منهم في الدمام وجدة والرياض والدار البيضاء والجزائر العاصمة والخرطوم والكويت والدوحة ودبي وأبوظبي والقاهرة. بهم، باذن الله وتوفيقه، سننشر الوعي بالسلام والمحبة والتنوير، لا نية لنا للتغير، لأننا لا نملك هذا الحق، لكننا نعمل بالتأثير، ولنا كل الحق

لو كنت ستشارك في المظاهرات فنحن نحترم خيارك ورأيك، ونتمنى أن يكون هدفك نبيلاً في تحقيق التغيير الأفضل، ونتمنى أن نرى بلادك تحقق السلام من خلالك ويتحول هذا الحراك إلى فائدة للبلاد والعباد، لو كنت لا تريد أن تشارك فإننا ندعوك للمشاركة معنا في هذه الجلسات السلمية الهادئة الواعية والتي سنعلن عنها قريباً في مدن مختلفة. وفق الله الجميع، والله نسأل أن يكتب لمصر السلام والأمن والرفاهية والتنمية والسعادة

صلاح الراشد
29 يناير 2011
سلام انترناشونال



الأربعاء، 2 فبراير 2011

ما بعد ثورة الشارع في مصر


by Salah Al-Rashed صلاح الراشد on Saturday, January 29, 2011 at 2:08pm
مقدمة
مع إيماني العميق بحق المصريين في تقرير مصيرهم، وهو حق أصيل لكل الشعوب، إلا إني أعتقد أن مسار هذه المظاهرات الشعبية قد لا يؤدي لمطالب الشعب من تحقيق التغيير في وضع المعيشة والحكم في مصر، لو كان هذا المقصد. لو حصل ما حصل في تونس فلن يحصل ما حصل في مصر. لو انهار هرم النظام في مصر فإن العواقب قد تكون وخيمة ولن يحصل ما حصل في تونس، وإن كنت أعتقد أن تونس لم تتضح بعد معالم التغيير فيها، خاصة وأن التغييرات القادمة قد تأتي بالحكم الأكثر تطرفاً (لاحظ أن كل من شارك في التظاهرات في تونس، تقريباً، رجال!!)، والأيام كفيلة لتبين لنا. وأنا وإن كنت أرى أن التحرك كان مباركاً في تونس أو في مصر فإني لا أقر مبدأ التغيير السياسي من الشارع، لأسباب سوف أشرحها، بإذن الله

مصر ليست تونس
يجب في البداية الإقرار بأن تونس دولة معزولة في أعلى شمال أفريقيا لا تشكل أهمية كبيرة لأوربا وأمريكا والعالم. إن الدولة الوحيدة المهتمة بأمن تونس هي الكويت؛ لأن ثلث استثمار تونس كويتي! قد يكون الاهتمام بالضرورة في الجزائر والمغرب وليبيا كذلك لأنها جارة وقد تهدد استقرار تلك البلدان. إن مصر، بالمقابل، بُعد جيواستراتيجي سياسي مهم؛ فمصر تطل على البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، ولكل منهما بعد عسكري واسترتيجي واقتصادي مهم. إن البحر المتوسط يطل على عشرات الدول الشرق أوسطية والأوربية، ويربطها ببعض، وفي مصر معادن ونفط وزراعة وصناعة وآثار وخيرات.. ومصر ما زالت، رغم انخفاض مستواها، قائدة في الجانب السياسي والدبلوماسي عربياً، ومصر كذلك بوابة مهمة لحماية مصالح الغرب والحليف الاسترتيجي في المنطقة. وفي مصر كذلك أيد عاملة ضخمة، ومفكرون، وهي الأكثر تعداداً بين العرب (أكثر من 84 مليون نسمة). إن هذا كله يفرض تدخل كل العالم في أي تغيير في مصر، بالذات العالم الغربي، ألا ترى كل هذه التصريحات، والتدخلات، بعضها تعدى المقبول، كتصريح الرئيس الأمريكي أوباما في مخاطبة الجيش المصري والسلطات الأمنية بعدم قمع المتظاهرين، كأن الجيش يتلقى الأوامر من البيت الأبيض في واشنطن لا القصر الرئاسي في مصر. في كل ساعة تصريح لمسؤول أمريكي أو بريطاني أو فرنسي أو الاتحاد الأوربي، لهذا السبب العميق فإن الوضع في مصر مختلف تماماً عن تونس، ولو حصل أن انهار نظام الحكم في مصر، وقد يحصل، فها هي توقعاتي من المحتمل، وكذا لو استمر

السيناريو الأول
أول الاحتمالات هو استمرار المظاهرات والشغب وتفاقمها لتصل لكل البلاد وحتى تنحي الرئيس مبارك عن الحكم. إن هذا الاحتمال هو أخطر احتمال على مصر لثلاثة أسباب رئيسة: الأول: أن هذا الأمر سيترك فراغاً سياسياً وأمنياً وهزة اقتصادية غير مسبوقة وفوضى عارمة لم تحصل لا في العراق ولا أفغانستان، وتهريب وسرقات لم تشهدها مصر في تاريخها. إن الفراغ الأمني والسياسي يعني قوات أمريكية في سيناء أو اجتياح تكتيكي احتياطي من إسرائيل، وقوات مشتركة في ضواحي القاهرة، ومقاومة شعبية للقوات تكون ساحة لم يحلم بها القاعديون والمتطرفون في أنحاء العالم. إن هذا الموضوع لو صار فقم بجمع الموجود من اضطرابات أفغانستان والعراق وضاعفه يعطيك نتيجة ما سيحصل في مصر! (لا سمح الله)، وستنشأ معارك بين القاعديين والاخوان، وبين الاخوان والقوميين، وبين الاخوان والقاعديين والقوات المتدخلة، كون الاخوان أقوى تيار موجود حالياً في مصر. إن هذا الاحتمال مدمر لمصر، وسيعود بمصر عشرات السنين للوراء. إن السبب الثاني: كون كرزاي البديل (الحامل للجنسية الأمريكية، أو رجل أمن متفق عليه مسبقاً) رغم أنه في البداية سينظر له كبديل أفضل من الموجود، سيكون على المدى البعيد أجندة أمريكية. وصحيح أنالنظام الحالي أيضاً يستجيب للضغوط الأمريكية، لكنه في الحقيقة يستجيب للحاجة للمساعدات ليس إيماناً منه بأن أمريكا صاحبة فضل في تنصيبه؛ فتنصيف الحاكم في مصر كان بسبب الثورة التي قامت، وهي، في الأصل، كانت ضد أمريكا. إن مؤشرات موضوع البديل واضحة من تصريحات المسؤولين الأمريكيين والغربيين كأنهم غير خائفين من تدهور الأوضاع لو فلت الحكم، كونهم متيقنون من البديل الجاهز! والثاني سوف لن يستطيع "البديل الجاهز" أن يخالف أمريكا، كما الحال مع كرزاي في أفغانتسان. إن السبب الثالث هو كون مصر حالياً، رغم الفقر، فهي ثاني أكبر منتج بعد السعودية عربياً. فهي مصدر رئيس لكثير من المنتجات العربية، والمثقفين العرب، والعلماء، والباحثين. وهذا الحدث سوف يؤثر على انتاج مصر، وعلى تصديرها للكفاءات والمثقفين، كون الدول بالذات العربية ستخشى الجانب الأمني، بالذات بعد توغل القاعديين فيها. إن وضعاً مثل هذا سيخسف بالجانب الاقتصادي والمادي للدولة، ولسنوات عدة. إن هذا الاحتمال، بالنسبة لي، قاتم ويخيف


السيناريو الثاني
أن توقف هذه التظاهرات من خلال القمع والتنكيل والقتل والحجز والمحاكم العسكرية.. وتدخل الجيش، وهذا احتمال كذلك خطير لسببين رئيسيين: الأول: أن هذه النفوس البريئة والناس الطيبة التي ستذهب زهاء هذا العمل غير المدروس، ولنا في التاريخ العربي تجارب عدة راح ضحيتها ألوف من الناس في أحداث حماة، وأيلول الأسود، وباب العزيزية في ليبيا، والمنشية وسجون مصر في حقبة جمال عبدالناصر، وحركة جهيمان.. كلها كانت مغامرات قادت إلى عنف أحبطت الشعوب عقوداً. إن الناس ونفوسها ليست مغامرة ولعبة وتجربة. إن للناس حقوقاً أهمها أمنها على أنفسها وأجسادها وأموالها. والثاني: أن فشل التحرك الشعبي بهذه الطريقة يعني استتباب القهر والدكتاتورية في الدول الثانية، وستكون مصر عبرة لكل عربي يفكر في المطالبة بالتغيير مرة أخرى! وهذا أخشى ما نخشاه أن تركن الشعوب العربية للخمول مرة أخرى. إن هذا الخيار يخيفني كالأول، كونه يخبت الطموح وروح التطور والتحسن لدى العربي


السيناريو الثالث
وهو استمرار الضغوط الشعبية، لكن مع تخفيف المسيرات والتظاهرات بل وقفها حالياً، وذلك حتى الدعوة الى انتخابات حرة نزيهة وبمشاركة مراقبين دوليين، وصناديق الاقتراع تحدد. ويجب التنبيه بأن صناديق الاقتراع الأولى لن تأتي بالجيد، فغالباً سيكون الفوز للتيارات الدينية الأكثر تعصباً فالتيارات الدينية الأقل تعصباً فالتيارات القومية بما في ذلك الحزب الوطني الحاكم حالياً، والذي سيتحول الى معارضة في الغالب في مواجهة الأكثرية الدينية. لكن هذا ديدن الحرية والديمقراطية في البداية (الالتفات للأصوات العالية). أما الانتخابات الثانية ستنضج أكثر وسيقل تواجد التيارات الدينية (كما الحال في التجربة الكويتية والعراقية) ويزيد الخيار للمعاكس (التيارات الليبرالية) لأن الناس سترى أن التيارات الدينية مجرد شعارات لا تملك أي حقيقة على أرض الواقع، وأنهم، كغيرهم، يعيشون أكذوبة بأنهم نصر السماء المرتقب. إن هذا الأمر حصل في كل الدول المدنية بما في ذلك أوربا (غير أن غالب الناس لا يقرأ ولا يتعلم). مع اختيار التيارات الأكثر ليبرالية سنرى معارضة أكبر من التيارات الدينية، لكنها هذه المرة لن تكسب التأييد الشعبي الذي كشف الحقيقة الغائبة حتى ربما عن الداعين لها أنفسهم. استمرار التيار الليبرالي سيكشف كذلك للناس أنهم أيضاً شعارات كان يحركها فقط معارضتهم الشرسة والمستمرة للتيارات الدينية، دون اي برامج حقيقية للتنمية. ثم بعدها يأتي الخيار الصحيح والذي هو اختيار "القوي الأمين"، ليس المتدين، ولا الليبرالي، ولا الذي شكله مؤنساً، ولا المنتمي لطائفتي، بل القوي في وضوحه وشفافيته وعلمه وعمله، الأمين في تحركه وحفظه وتنميته لبلده، أياً كان مسلكه. فقد أختارُ شخصاً من الاخوان وآخر من القوميين وآخر من الليبراليين كوني أعرف أنهم رغم اختلافهم مع وجهات نظري العامة الأنفع لبلدي (هذا بالضبط ما عملته أنا شخصياً في تصويتي في الكويت، فقد أعطيت صوتي لشخص من الاخوان لعلمي بأنه اكاديمي وناشط محترف ومخلص، ولوزير سابق أحدث تغيرات جريئة في وزارته، ولأمرأة لاعتقادي بأهمية وحتمية دخول المرأة في البرلمان، وهي ليبرالية، ولناشط سياسي لا ينتمي لتيار). لا يهمني متدين ولا ليبرالي، يهمني أن أعمل توازن في بلدي يضمن استمرار الديمقراطية بطريقها الصحيح. أولئك الذين اختار لهم شيخ القبيلة المرشحين وأولئك الذين قررت لهم قيادة الجماعة الدينية من يصوتون له، هم من تسببوا بهذه الفوضى الحالية في البرلمان. لو كانوا استفتوا قلوبهم وشاوروا عقولهم وصلوا باخلاص صلاة الاستخارة لما فعلوا ما فعلوا وأطالوا علينا التجربة للوصول لممارسات أفضل. لو كانت لي كلمة مسموعة على الناس لنصحتهم بالخيار الثالث. تمهل، ودع الأمور تطبخ على نار هادئة، وعش حياتك بسعادة، ومارس فنون رفع الذبذبات والتطوير الذاتي على نفسك ومن خلال نصحك للآخرين، وكن التغيير الذي تريد أنت بنفسك


رأيي الشخصي بالمظاهرات الشعبية
أنا لدي اعتقاد بأن التغيير الشعبي لا يأتي في الغالب بنتائج جيدة. إن التحرك الشعبي أسقط نظام الحكم في الخلافة الراشدة، وتسبب في قتل أشرف انسان وقتها، ثم بقتال استمر لسنين راح ضحيتها عشرات الآلآف من البشر، وجاء في النهاية بالحكم العضود! إن الحكم الحالي في مصر هو نتيجة ثورة شعبية باركتها الأمة عقوداً!! الآن ثورة ضد الثورة من خلال الثورة! من ثورة أولئك الخوارج على عثمان (مع فارق الشبه) إلى الثورة ضد تشاوتسكي إلى كل الثورات التي نجحت في اسقاط الحاكم لم تتسبب في جعل الوضع أفضل. إن الغاية لا تبرر الوسيلة. ما بني على باطل فهو باطل. إن الفساد لا يُصلح بالافساد. إن الظلم لا يُزال بالقتل والفوضى. "اصبروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة"، "عليكم بالسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي"، (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون). إن الأمة التي لا تملك إلا الثورة لا تبني دولة، ولك في فلسطين المثل. هؤلاء رجال الثورة في الضفة وغزة، كلا الطرفين يدفع رواتب مواطنيه من المساعدات الأمريكية والأوربية، وحال بلده في تدهور مستمر. إن الذي يقوم به رجل مثل د. محمد يونس البنغلاديشي يساوي مائة ثورة. إن ما يقوم به د. أحمد وزيل يساوي كل ما قام به الشعب التونسي وزيادة. إن من يبني ليس كمن يهدم. هذا، أصلاً، ما فعلته الأنظمة خلال العقود الماضية، فصارت الشعوب تعمله. رغم حماستي وحبي للحراك الشعبي فإن خوفي أن يتحول لشيء آخر أكثر ضرراً للبلدان. أقول لا لذلك الخيار شخصياً لأن الشعوب بشكل عام هي أيضاً مشكلة وغير واعية، وخاصة وأن مراهقين يقودون الشوراع فيها. إن الخطأ الجاري من الحكومات لا يُصلح بالقوة، لأن من يأتي بالقوة يؤسس مبدأ القوة. إن أوربا راحت من المسلمين لأنها أخذت بالقوة. لكن شرق آسيا التي لم تدخل حرباً لا تزال تشكل الغالبية من المسلمين. إن فتح أوربا الذي تحدث عنه نبي البشرية صلى الله عليه وسلم (صحيح مسلم) هو من قبل بني إسحاق (يعني أوربيين) يفتحونها بالعلم والروية والتنمية (في لفظ الحديث بتكبيرات الله أكبر) لا بالسلاح والقتال. إن الناس خلقوا أحراراً فمتى استعبدناهم حتى نقاتلهم ليسلموا؟! إن المظاهرات الشعبية هي شغل الضعيف الذي يستغيث بالقوة



سلام انترناشونال
بعد الاستخارة والاستشارة قررنا بعون الله أن نعقد مجموعات سلام، في كل بلد يتواجد فيها أعضاء من نادي جوي12، يشرفون على تلك الجلسات والتحرك السلمي، بالذات ممن أتموا "المنهج التأسيسي" لضمان فهم العمل وصحته. إن أعضاء سلام لن يخرجوا مع المظاهرات، لن يشاركوا في المعارك السياسية، لن يشاركوا أي تيارات دينية، في المقابل لن يعتزلوا الناس والعمل، ولن يقنعوا. هم أناس راضون لكنهم غير قنوعين، شعلة من النشاط لكنه في الداخل وليس في الشوارع. أناس يؤمنون بأن التحرك يجب أن يبدأ من الداخل. هم أنفسهم مثال للتنمية، متطورون، راضون، لديهم السلام الكافي في الداخل، محبون محبوبون، لا ينغشون، وهم من مختلف الأطياف، يؤمنون بأن الحرية للكل لكن الحرية مسؤولية، شعارهم "أنا حر إذا أنا مسؤول". إذا رأوا الفتنة اعتزلوا، وإذا هدأت الأمور تقدموا، شجعان يعرفون متى يتوقفون ومتى يتقدمون

لقد اخترت مجموعة منهم في الدمام وجدة والرياض والدار البيضاء والجزائر العاصمة والخرطوم والكويت والدوحة ودبي وأبوظبي والقاهرة. بهم، باذن الله وتوفيقه، سننشر الوعي بالسلام والمحبة والتنوير، لا نية لنا للتغير، لأننا لا نملك هذا الحق، لكننا نعمل بالتأثير، ولنا كل الحق

لو كنت ستشارك في المظاهرات فنحن نحترم خيارك ورأيك، ونتمنى أن يكون هدفك نبيلاً في تحقيق التغيير الأفضل، ونتمنى أن نرى بلادك تحقق السلام من خلالك ويتحول هذا الحراك إلى فائدة للبلاد والعباد، لو كنت لا تريد أن تشارك فإننا ندعوك للمشاركة معنا في هذه الجلسات السلمية الهادئة الواعية والتي سنعلن عنها قريباً في مدن مختلفة. وفق الله الجميع، والله نسأل أن يكتب لمصر السلام والأمن والرفاهية والتنمية والسعادة

صلاح الراشد
29 يناير 2011
سلام انترناشونال