ذكر الله الصبر في كتابه في أكثر من تسعين موضعا ، وحفلت أيات القرآن بالاحتفاء به ، فمثلا:
* قرن الصبر بالصلاة
* جعل الله الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين.
* وأخبر سبحانه أن الخير في الصبر مؤكداً ذلك باليمين.
* وجعل سبحانه أجر الصائم غير محدد.
* وأخبر الله جل وعلا أنه يحب الصابرين
* وأخبر أنه معهم فالصابر ينال معية الله تعالى.
* وعلق الله تعالى الفلاح بالصبر والتقوى.
* وأعطى الصابرين عند المصيبة ثلاث بشائر كل واحدة منها عظيمة بذاتها : صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون.
* وأخبر أنه بالصبر والتقوى لايضرك كيد عدوك وتسلطه.
* وأخبر أن الفوز بالجنة والنجاة من النار إنما تنال بالصبر.
* وأن تدبر آياته والانتفاع بها خص الله به أهل الصبر والشكر.
* وأخبر أن الصبر من أعالي الأمور وأعظمها.
قال تعالى:
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }
أن صبرهم أكمل الصبر إذ هو صبر مقترن ببصيرة في أمر الله تعالى إذ يعلمون عند المصيبة أنهم مِلْك لله تعالى يتصرف فيهم كيف يشاء فلا يجزعون مما يأتيهم ، ويعلمون أنهم صائرون إليه فيثيبهم الله على ذلك ، فالمراد من القول هنا القولُ المطابق للاعتقاد ، وإنما يكون ذلك القول معتبراً إذا كان تعبيراً عما في الضمير ، فليس لمن قال هذه الكلمات دون إيمان بها أي فضل ، وإنما هو كالذي ينعق بما لا يَسْمَع ، وقد علَّمهم الله هذه الكلمة الجامعة لتكون شعارهم عند المصيبة ، لأن الاعتقاد يقوى بالتصريح لأن استحضار النفس للمدرَكات المعنوية ضعيف يحتاج إلى التقوية بشيء من الحِسّ ، ولأن في تصريحهم بذلك إعلاناً لهذا الاعتقاد وتعليماً له للناس.
صبر على الفقر والجوع حتى يربط على بطنه الحجر والحجرين ، وصبر على فقد الزوج والولد ، وصبر على إيذاء قومه له سبًّا وضربًا ، وصبر على إخراجه من بلده ، وصبر على فقد أصحابه أمام عينيه والتمثيل بهم ، وصبر على قذفه في عرضه ، واتهامه في أحب الخلق إليه عائشة -رضي الله عنها-، صبر على كل هذا وترك لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذه التركة ، ولكل من ورثته فيها نصيب بحسب قربه منه ، فعلى قدر صبرك تحدد درجة قرابتك.
* قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : « وما أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْ عَطَاءٍ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْر ».
* قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : « إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله أبلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ».
* قال أبو مسعود لبلخي : من أصيب بمصيبة فمزق ثوبا أو ضرب صدرا فكأنما أخذ رمحا يريد أن يقاتل به ربه !!
* قال شريح القاضي : إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات ، أحمد إذ لم يكن أعظم منها ، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها ، وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما ارجو من الثواب ، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني.
* قال أبو سعيد الخراز : العافية سترت البر والفاجر ، فإذا جاءت البلوى تبيَّن عندها الرجال.
* قال الفضيل : إن الله عز وجل ليتعاهد بدن المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالخير.
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : « ذكر الله تعالى في كتابه الصبر الجميل ، والصفح الجميل ، والهجر الجميل ، والصبر الجميل : هو الذي لا شكوى فيه ولا معه ، والصفح الجميل هو الذي لاعتاب معه ، والهجر الجميل هو الذي لا أذى معه ».
* قال الإمام الغزالي: « واعلم أن الصبر أيضاً ينقسم باعتبار حكمه إلى فرض ومستحب ومكروه ومحرم ، فالصبر عن المحظورات فرض ، والصبر على المكاره مستحب ، والصبر على الأذى المحظور محظور ، كمن يُقصد حريمه بشهوة محظورة فتهيج غيرته فيصبر عن إظهار الغيرة ويسكت عما يجري على أهله ، فهذا الصبر محرم ».
* امرأة بألف : في صحيح البخاري أنه اشتكى ابن لأبى طلحة ، فمات وأبو طلحة خارج ، فلما رأت امرأته أنه قد مات هيأت شيئا ونحته فى جانب البيت ، فلما جاء أبو طلحة قال : كيف الغلام ، قالت: قد هدأت نفسه ، وأرجو أن يكون قد استراح ، وظن أبو طلحة أنها صادقة ، فبات ، فلما أصبح اغتسل ، فلما أراد أن يخرج ، أعلمته أنه قد مات ، فصلى مع النبى (صلى الله عليه وسلم) ، ثم أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) بما كان منهما ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، لعل الله أن يبارك لكما فى ليلتكما . قال سفيان: فقال رجل من الأنصار فرأيت لهما تسعة أولاد كلهم قد قرأ القرآن !!
* لما توفى العباس أحجم الناس عن تعزية ولده عبد الله إجلالا له وتعظيما حتى قدم رجل من البادية فأنشده :
اصبر نكن بك صابرين وإنما ... صبر الرعية عند صبر الراس
خيرٌ من العباس صبرك بعده ... والله خيـرٌ منـك للعباس
قال ابن القيم - رحمه الله - : الصبر باعتبار متعلقه ثلاثة أقسام : صبر الأوامر والطاعات التي يؤديها ، وصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها ، وصبر على الأقدار والأقضية حتى لا يسخطها.
ولأن رمضان هو شهر الصبر ، ففيه أنواع الصبر الثلاثة:
فالصبر على الطاعات : كالصبر على الصلوات فرضاً ونفلاً ، والصيام , وقراءة القرآن وغيرها من أنواع الطاعات.
والصبر على المعاصي : كالصبر على الشهوات المحرمة كالنظر الحرام والأكل الحرام وغيرها من أنواع المعاصي
والصبر على الأقدار والأقضية : كالصبر على الابتلاء بالجوع والعطش ومكابدة الحر وحصول بعض المكاره.
* ازدياد حالات الانتحار : زادت حالات الانتحار في المجتمع المصري : وإليكم هذه الإحصائية الصادرة عن مركز المعلومات بمجلس الوزراء ضمن عدة دراسات عن جرائم الانتحار في مصر وأسبابها :
- في عام 2005 شهدت مصر 1160 حالة انتحار.
- عام 2006 وصل الرقم إلى 2355 حالة
- عام 2007 وصل العدد إلى 3700 حالة
- عام 2008 وصل العدد إلى 4200 حالة
- ثم كسر حاجز 5000 في 2009 بمعدل 14 حالة انتحار يوميا لتقارب أعلى معدلات الانتحار العالمية.
* ارتفاع حالات الاكتئاب والأمراض العصبية : وفي دراسة أصدرها برنامج الامم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع معهد التخطيط القومي لهذا العام قُدِّر عدد المصابين بالاكتئاب بعدد 1.4 مليون حالة ، وقدر حالات الانتحار ب 3.5حالة لكل 100000 مواطن ، وتنتهي حالة واحدة بالانتحار من كل 10 محاولات انتحار.
* اللهم إنا نعوذ بك من جزع في مصيبة ومن فزع عند بلية.
* اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلِّغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا ومتعنا الله بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ابدا ما احييتنا، واجعله الوارث منا.
* اللهم لا تبلُنا فتفضحنا ، وإذا ابتليتنا فثبتنا.
* اللهم ارزقنا السكينة عند كل مصيبة ، واربط على قلوبنا كما ربطت على قلب أم موسى لنكون من المؤمنين
- اطبع هذه الورقات من موقعي الشخصي www.khaledaboshady.com وعلِّقها في مسجدك وفي مساجد غيرك إن استطعت.
- ضع رابط هذه الصفحة على Facebook.
- أهدها إلى إمام المسجد ليستفيد منها في خطبة الجمعة أو خواطر التراويح إن أراد.
* سأردِّد عند وقوع البلاء : إنا لله وإنا إليه راجعون. لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ما من مسلم تصيبة مصيبة فيقول ما أمره الله : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها .. إلا خلف الله له خيراً منها
* سأحرص على تحقيق الصبر بصوره المختلفة ، فالصبر اسم جامع لأغلب افعال العبد المحمودة:
- ففي حبس النفس عن الجزع عند المصيبة يسمى صبرا
- وفي قتال الأعداء شجاعة
- وفي إمساك الكلام كتمانا.
- وفي فضول العيش زهدا.
- وفي شهوة الفرج عفة.
- وفي احتمال الأذى حلما.
* الصبر فريضة والجزع معصية ، فسأستغفر الله عند كل كل جزع أو اعتراض وسخط على أقدار الله.