طريق الاسلام

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Powered By Blogger

مرحبا بكل من هو إيجابى


مرحبا بكل من هو إيجابى , ومن هو يريد الخير لنفسة والآخرين ومرحبا بكل من يريد أن يتغير .

الجمعة، 15 أبريل 2011

مفاتيح السعادة الزوجية - د. عمار عبد الغني


by د. عمار عبد الغني on Thursday, April 14, 2011 at 1:27am
رغّب الإسلام في الزواج وحث عليه في القرآن وفي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لما وراءه من أهداف وما يحققه من مقاصد في الحياة الإنسانية. فالزواج هو شرعة كونية، كل شيء في الكون قائم على الازدواج، الله تعالى يقول  ((  سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ )) سورة يس: 36  .

 ولذلك منذ خلق الله الإنسان الأول آدم وأسكنه الجنة لم يدعه وحده في الجنة، لأن ما معنى أن يسكن الإنسان في الجنة وحده ولا أنيس له ولا جليس، ولذلك خلق الله آدم وخلق من جنسه زوجاً، (( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا  )) سورة الاعراف 189 .

وهو من ناحية أخرى هو السبب الوحيد لبقاء هذا النوع، الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ليعمر الأرض ويكون له خليفة في هذه الأرض وكيف يبقى الإنسان؟! لابد أن يزدوج مع امرأة أخرى حتى يحدث التناسل، والقرآن يشير إلى هذا بقوله  (( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ )) سورة النحل72 .

سألت نفسي مرات عديدة عن اهمية السعادة فوجدت بالبحث عن الاجابة إجابات كثيرة تدل على اهمية السعادة الزوجية ، وأقل مايقال أن العلاقات الزوجية الإيجابية ترفع نسبة المناعة في الجسم وتقلل من خطورة التعرض لأزمة قلبية، وذلك عن طريق بقاء هرمون الضغط العصبي في مستوى منخفض ، حسب احدث الدراسات العلمية .

ولذا ارتأيت ان اقدم بعض المفاتيح الهامة التي يمكن للمقبلين على الزواج والمتزوجون أن يأخذو بها لدخول الحياة الزوجية بانسيابية شديدة ، وكما قلت من قبل من يملك المفتاح يستطيع أن يفتح الباب بسهولة .

  
مفاتيح السعادة الزوجية

 ( 1 ) : حسن الإختيار بين الطرفين .. وذلك يكون قبل الزواج ويكون بعده بل يستمر الى النهاية ، قبل الزواج اختار الأنسب لك ديناً وخلقاً وحسباً ومالاً وجمالاً ، وبعد الزواج احسن اختيار التعامل مع المتسجدات في كل ذلك ، لاتندهش في وجود النقص في الشريك ، بل واجه نقص الدين بالنصيحة ، ونقص الخلق بالصبر ، وشح المال بالصدقة ، ونقص الجمال والصحة بالتقّبل ، الحياة خيارات ... إختر ما يناسبك .

 ( 2 ) : التوافق الفكري .. فمنه تبدأ الألفة في المشاعر والإنسجام في السلوك بين الطرفين ، والتوافق لايعني التشابه ، بل يعني التقارب بين الفكرين المختلفين ، مد جسور التفاهم قبل الزواج وبعده ، في مرحلة الخطوبة ، ومرحلة الحمل والإنجاب ، ومرحلة تربية الابناء ، ومرحلة تزويجهم ومابعدها ، توافق وإتفق ، فالحياة شركة .. لاتدوم الا بالتآلف .

 ( 3 ) : الثقة ... فهي عماد كل شيء بعد توفيق الله سبحانه ، فاذا إهتزت الثقة بين الطرفين أهتزت الحياة الزوجية بأكملها لامحالة ، نعم للثقة الواعية ، ولا للثقة العمياء ، الثقة العمياء مدمرة تدفع للتسيب والخطأ ، الثقة مع الحرص قوة للاسرة ، تزيد من ضبط ايقاعها ، وتجنب مسارها من الانحراف ، فالحياة الزوجية بناء .. لا يقوم الإ على الثقة الواعية .

 ( 4 ) : النظر الى إيجابيات شريك الحياة .. فكل إنسان مهما بدر منه ما لايُحَب ، فان فيه مايُحَب لاجله من طباع وكلام وأفعال ومشاعر إيجابية ، لو أن كل شريك بذل قصارى جهده في البحث عن هذه الإيجابيات لما رأينا حالة طلاق واحدة . عمّق الايجابيات وركز عليها ، وأصلح السلبيات بالصبر والتغافل والتحمّل والتفهّم .

 ( 5 ) : الحوار الناجح .. الحوار الحضاري يهدف للوصول الى إتفاق وإنسجام ، الحوار الهادئ الرصين المحترم ، إنتبه الى صوتك أيها الزوج ، إنه يرتفع بتكبّر ، خذ نفساً وإخفض نبرتك ، وإنتبهي أيتها الزوجة الى وتيرة عرضك للمشكلة ففيها تجريح وتظلم ، خذي نفساً عميقاً ولا تخسري زوجك في حالة غضب ، إهدئي ورتبي أوراقك ... الحوار صناعة ، إصنع حوارك .

 ( 6 ) : حسن الإستماع .. وللاسف بات كثير من الازواج لايصغون لبعضهم ، يتكلمون لا بهدف الافناع بل بهدف الانتصار ، لا أدري لماذا الناس أصابها فايروس التسرع ، جرّب هذا التمرين : قرر اليوم أن تهدئ وتنصت لشريك العمر ، بعيداً عن النقد واللوم والتأنيب والتظلّم ، أنصت لشريك العمر بإبتسامة ، أنصت .. فإن الله خلق لنا أذنان ولسان واحد .

 ( 7 ) : الصداقة .. وهي من أهم ركائز الزواج السعيد ، إذ ينضوي تحتها كثير من المعاني ، الإتفاق والإهتمام والتفاهم ، العلاقة الزوجية علاقة تبادلية وليست تخاصمية ، بعض الازواج والزوجات يحوّلون بيوتهم الى حلبة صراع ، الرجل يتعالى والمرأة تعيش دور الضحية ، وهذا خطر وجنون يجب التخلص منه ، لم تجعلا حياتكما الزوجية حروب طاحنة ، بينما تستطيعا أن تجعلاها رحلة عمر سعيدة ؟

 ( 8 ) : الرومانسية  .. فهي حلاوة الحياة ، فالزوج يمنح زوجته من عذوبة الكلمات والاشارات والنظرات واللمسات ، مايجعل زوجته تصبر على المشقات ، وكذلك الزوجة الرومانسية طاقة مؤنسة ، تجعل من بيت زوجها شعلة حب ، والحوار معه حوار حب ، والإنسجام معه بحب ، إذا كانت في الحياة مشقة ، فكن أنت العذوبة فيها .

 ( 9 ) : الصراحة .. إذ لابد للطرفين أن يمتلكا القدرة على البوح والقدرة على استعياب البوح ، الصراحة وتقبل الصراحة تساعدان في حل المشاكل وفي تطور العلاقة الزوجية ، قد تتكدر أيها الزوج من تصرف ما ، لاتنتظر وصارح شريكة عمرك وستتفهم ذلك ، وقد تتكدر المرأة من كلمة ما ، لا تنتظري وصارحي زوجك فهو يستوعب ويصغي ، إذا كانت الحياة فيها مطبات وحفر ، فالصراحة تجنبك الوقوع فيها .

 ( 10 ) : الإيجابية .. إذ ينبغي على الزوج والزوجة أن يغتنموا أوقات الإختلاف والمشاكل الزوجية ، ويحولانها الى فرصة لتوثيق العلاقة ، وكم من علاقة إشتد عودها بعدما تلكأت في مسيرها ، تذكر وأنت طفل صغير ، كم مرة أخفقت وانت تتعلم المشي ؟ لولا الإيجابية لاحبطت من أول إخفاقة ولما سرت على قدميك البتة ، فالإيجابية تجعلك متفائلاً رغم الأزمات ، فإذا كان في الحياة مشاكل فكن أنت الحل .

 ( 11 ) : التقبل والإحتواء .. فالقائد الناجح في العلاقة الزوجية هو الاكثر تحكمّاً بنفسه وضبطاً لانفعالاته ، فما أضيق صدر الكثيرين من الازواج ضد زوجاتهم ، وما أقلَّ تقبّل الكثيرات لظروف أزواجهم ، الازواج الناجحون يستوعبون بعضهم بالفكر والمشاعر والسلوك ، يتعاطفون لأنفسهم بأنفسهم على أنفسهم ، إذا اشتعل الموقف ، فكن أنتَ رجل الاطفاء ، وإذا إرتبطت العقدة فكوني انتِ سيدة الحل .

 ( 12 ) والأخيرة : التواصل الناجح .. إذ ينبغي على الزوج أن يمارس فنون التواصل العاطفي ، وكذلك الزوجة ، فبعض الازواج غامضون لايتكلمون ولايتفاعلون مع بعضهم ، مما يسبب قلق وفتح باب سوء الظن والخوف والإيجو ، وبعضهم الآخر يمسك مقصاً يقطع اي حوار محتمل ، وبعضهم يجافي الآخر بسبب الشعور بالأنفة أو الظلم ، وبعضهم يتواصل معنا في فيس بوك ، وهو في بيته يعاني من الخرس العاطفي والطلاق الصامت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمناويطورنا :-