طريق الاسلام

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Powered By Blogger

مرحبا بكل من هو إيجابى


مرحبا بكل من هو إيجابى , ومن هو يريد الخير لنفسة والآخرين ومرحبا بكل من يريد أن يتغير .

الأربعاء، 2 فبراير 2011

ما بعد ثورة الشارع في مصر


by Salah Al-Rashed صلاح الراشد on Saturday, January 29, 2011 at 2:08pm
مقدمة
مع إيماني العميق بحق المصريين في تقرير مصيرهم، وهو حق أصيل لكل الشعوب، إلا إني أعتقد أن مسار هذه المظاهرات الشعبية قد لا يؤدي لمطالب الشعب من تحقيق التغيير في وضع المعيشة والحكم في مصر، لو كان هذا المقصد. لو حصل ما حصل في تونس فلن يحصل ما حصل في مصر. لو انهار هرم النظام في مصر فإن العواقب قد تكون وخيمة ولن يحصل ما حصل في تونس، وإن كنت أعتقد أن تونس لم تتضح بعد معالم التغيير فيها، خاصة وأن التغييرات القادمة قد تأتي بالحكم الأكثر تطرفاً (لاحظ أن كل من شارك في التظاهرات في تونس، تقريباً، رجال!!)، والأيام كفيلة لتبين لنا. وأنا وإن كنت أرى أن التحرك كان مباركاً في تونس أو في مصر فإني لا أقر مبدأ التغيير السياسي من الشارع، لأسباب سوف أشرحها، بإذن الله

مصر ليست تونس
يجب في البداية الإقرار بأن تونس دولة معزولة في أعلى شمال أفريقيا لا تشكل أهمية كبيرة لأوربا وأمريكا والعالم. إن الدولة الوحيدة المهتمة بأمن تونس هي الكويت؛ لأن ثلث استثمار تونس كويتي! قد يكون الاهتمام بالضرورة في الجزائر والمغرب وليبيا كذلك لأنها جارة وقد تهدد استقرار تلك البلدان. إن مصر، بالمقابل، بُعد جيواستراتيجي سياسي مهم؛ فمصر تطل على البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، ولكل منهما بعد عسكري واسترتيجي واقتصادي مهم. إن البحر المتوسط يطل على عشرات الدول الشرق أوسطية والأوربية، ويربطها ببعض، وفي مصر معادن ونفط وزراعة وصناعة وآثار وخيرات.. ومصر ما زالت، رغم انخفاض مستواها، قائدة في الجانب السياسي والدبلوماسي عربياً، ومصر كذلك بوابة مهمة لحماية مصالح الغرب والحليف الاسترتيجي في المنطقة. وفي مصر كذلك أيد عاملة ضخمة، ومفكرون، وهي الأكثر تعداداً بين العرب (أكثر من 84 مليون نسمة). إن هذا كله يفرض تدخل كل العالم في أي تغيير في مصر، بالذات العالم الغربي، ألا ترى كل هذه التصريحات، والتدخلات، بعضها تعدى المقبول، كتصريح الرئيس الأمريكي أوباما في مخاطبة الجيش المصري والسلطات الأمنية بعدم قمع المتظاهرين، كأن الجيش يتلقى الأوامر من البيت الأبيض في واشنطن لا القصر الرئاسي في مصر. في كل ساعة تصريح لمسؤول أمريكي أو بريطاني أو فرنسي أو الاتحاد الأوربي، لهذا السبب العميق فإن الوضع في مصر مختلف تماماً عن تونس، ولو حصل أن انهار نظام الحكم في مصر، وقد يحصل، فها هي توقعاتي من المحتمل، وكذا لو استمر

السيناريو الأول
أول الاحتمالات هو استمرار المظاهرات والشغب وتفاقمها لتصل لكل البلاد وحتى تنحي الرئيس مبارك عن الحكم. إن هذا الاحتمال هو أخطر احتمال على مصر لثلاثة أسباب رئيسة: الأول: أن هذا الأمر سيترك فراغاً سياسياً وأمنياً وهزة اقتصادية غير مسبوقة وفوضى عارمة لم تحصل لا في العراق ولا أفغانستان، وتهريب وسرقات لم تشهدها مصر في تاريخها. إن الفراغ الأمني والسياسي يعني قوات أمريكية في سيناء أو اجتياح تكتيكي احتياطي من إسرائيل، وقوات مشتركة في ضواحي القاهرة، ومقاومة شعبية للقوات تكون ساحة لم يحلم بها القاعديون والمتطرفون في أنحاء العالم. إن هذا الموضوع لو صار فقم بجمع الموجود من اضطرابات أفغانستان والعراق وضاعفه يعطيك نتيجة ما سيحصل في مصر! (لا سمح الله)، وستنشأ معارك بين القاعديين والاخوان، وبين الاخوان والقوميين، وبين الاخوان والقاعديين والقوات المتدخلة، كون الاخوان أقوى تيار موجود حالياً في مصر. إن هذا الاحتمال مدمر لمصر، وسيعود بمصر عشرات السنين للوراء. إن السبب الثاني: كون كرزاي البديل (الحامل للجنسية الأمريكية، أو رجل أمن متفق عليه مسبقاً) رغم أنه في البداية سينظر له كبديل أفضل من الموجود، سيكون على المدى البعيد أجندة أمريكية. وصحيح أنالنظام الحالي أيضاً يستجيب للضغوط الأمريكية، لكنه في الحقيقة يستجيب للحاجة للمساعدات ليس إيماناً منه بأن أمريكا صاحبة فضل في تنصيبه؛ فتنصيف الحاكم في مصر كان بسبب الثورة التي قامت، وهي، في الأصل، كانت ضد أمريكا. إن مؤشرات موضوع البديل واضحة من تصريحات المسؤولين الأمريكيين والغربيين كأنهم غير خائفين من تدهور الأوضاع لو فلت الحكم، كونهم متيقنون من البديل الجاهز! والثاني سوف لن يستطيع "البديل الجاهز" أن يخالف أمريكا، كما الحال مع كرزاي في أفغانتسان. إن السبب الثالث هو كون مصر حالياً، رغم الفقر، فهي ثاني أكبر منتج بعد السعودية عربياً. فهي مصدر رئيس لكثير من المنتجات العربية، والمثقفين العرب، والعلماء، والباحثين. وهذا الحدث سوف يؤثر على انتاج مصر، وعلى تصديرها للكفاءات والمثقفين، كون الدول بالذات العربية ستخشى الجانب الأمني، بالذات بعد توغل القاعديين فيها. إن وضعاً مثل هذا سيخسف بالجانب الاقتصادي والمادي للدولة، ولسنوات عدة. إن هذا الاحتمال، بالنسبة لي، قاتم ويخيف


السيناريو الثاني
أن توقف هذه التظاهرات من خلال القمع والتنكيل والقتل والحجز والمحاكم العسكرية.. وتدخل الجيش، وهذا احتمال كذلك خطير لسببين رئيسيين: الأول: أن هذه النفوس البريئة والناس الطيبة التي ستذهب زهاء هذا العمل غير المدروس، ولنا في التاريخ العربي تجارب عدة راح ضحيتها ألوف من الناس في أحداث حماة، وأيلول الأسود، وباب العزيزية في ليبيا، والمنشية وسجون مصر في حقبة جمال عبدالناصر، وحركة جهيمان.. كلها كانت مغامرات قادت إلى عنف أحبطت الشعوب عقوداً. إن الناس ونفوسها ليست مغامرة ولعبة وتجربة. إن للناس حقوقاً أهمها أمنها على أنفسها وأجسادها وأموالها. والثاني: أن فشل التحرك الشعبي بهذه الطريقة يعني استتباب القهر والدكتاتورية في الدول الثانية، وستكون مصر عبرة لكل عربي يفكر في المطالبة بالتغيير مرة أخرى! وهذا أخشى ما نخشاه أن تركن الشعوب العربية للخمول مرة أخرى. إن هذا الخيار يخيفني كالأول، كونه يخبت الطموح وروح التطور والتحسن لدى العربي


السيناريو الثالث
وهو استمرار الضغوط الشعبية، لكن مع تخفيف المسيرات والتظاهرات بل وقفها حالياً، وذلك حتى الدعوة الى انتخابات حرة نزيهة وبمشاركة مراقبين دوليين، وصناديق الاقتراع تحدد. ويجب التنبيه بأن صناديق الاقتراع الأولى لن تأتي بالجيد، فغالباً سيكون الفوز للتيارات الدينية الأكثر تعصباً فالتيارات الدينية الأقل تعصباً فالتيارات القومية بما في ذلك الحزب الوطني الحاكم حالياً، والذي سيتحول الى معارضة في الغالب في مواجهة الأكثرية الدينية. لكن هذا ديدن الحرية والديمقراطية في البداية (الالتفات للأصوات العالية). أما الانتخابات الثانية ستنضج أكثر وسيقل تواجد التيارات الدينية (كما الحال في التجربة الكويتية والعراقية) ويزيد الخيار للمعاكس (التيارات الليبرالية) لأن الناس سترى أن التيارات الدينية مجرد شعارات لا تملك أي حقيقة على أرض الواقع، وأنهم، كغيرهم، يعيشون أكذوبة بأنهم نصر السماء المرتقب. إن هذا الأمر حصل في كل الدول المدنية بما في ذلك أوربا (غير أن غالب الناس لا يقرأ ولا يتعلم). مع اختيار التيارات الأكثر ليبرالية سنرى معارضة أكبر من التيارات الدينية، لكنها هذه المرة لن تكسب التأييد الشعبي الذي كشف الحقيقة الغائبة حتى ربما عن الداعين لها أنفسهم. استمرار التيار الليبرالي سيكشف كذلك للناس أنهم أيضاً شعارات كان يحركها فقط معارضتهم الشرسة والمستمرة للتيارات الدينية، دون اي برامج حقيقية للتنمية. ثم بعدها يأتي الخيار الصحيح والذي هو اختيار "القوي الأمين"، ليس المتدين، ولا الليبرالي، ولا الذي شكله مؤنساً، ولا المنتمي لطائفتي، بل القوي في وضوحه وشفافيته وعلمه وعمله، الأمين في تحركه وحفظه وتنميته لبلده، أياً كان مسلكه. فقد أختارُ شخصاً من الاخوان وآخر من القوميين وآخر من الليبراليين كوني أعرف أنهم رغم اختلافهم مع وجهات نظري العامة الأنفع لبلدي (هذا بالضبط ما عملته أنا شخصياً في تصويتي في الكويت، فقد أعطيت صوتي لشخص من الاخوان لعلمي بأنه اكاديمي وناشط محترف ومخلص، ولوزير سابق أحدث تغيرات جريئة في وزارته، ولأمرأة لاعتقادي بأهمية وحتمية دخول المرأة في البرلمان، وهي ليبرالية، ولناشط سياسي لا ينتمي لتيار). لا يهمني متدين ولا ليبرالي، يهمني أن أعمل توازن في بلدي يضمن استمرار الديمقراطية بطريقها الصحيح. أولئك الذين اختار لهم شيخ القبيلة المرشحين وأولئك الذين قررت لهم قيادة الجماعة الدينية من يصوتون له، هم من تسببوا بهذه الفوضى الحالية في البرلمان. لو كانوا استفتوا قلوبهم وشاوروا عقولهم وصلوا باخلاص صلاة الاستخارة لما فعلوا ما فعلوا وأطالوا علينا التجربة للوصول لممارسات أفضل. لو كانت لي كلمة مسموعة على الناس لنصحتهم بالخيار الثالث. تمهل، ودع الأمور تطبخ على نار هادئة، وعش حياتك بسعادة، ومارس فنون رفع الذبذبات والتطوير الذاتي على نفسك ومن خلال نصحك للآخرين، وكن التغيير الذي تريد أنت بنفسك


رأيي الشخصي بالمظاهرات الشعبية
أنا لدي اعتقاد بأن التغيير الشعبي لا يأتي في الغالب بنتائج جيدة. إن التحرك الشعبي أسقط نظام الحكم في الخلافة الراشدة، وتسبب في قتل أشرف انسان وقتها، ثم بقتال استمر لسنين راح ضحيتها عشرات الآلآف من البشر، وجاء في النهاية بالحكم العضود! إن الحكم الحالي في مصر هو نتيجة ثورة شعبية باركتها الأمة عقوداً!! الآن ثورة ضد الثورة من خلال الثورة! من ثورة أولئك الخوارج على عثمان (مع فارق الشبه) إلى الثورة ضد تشاوتسكي إلى كل الثورات التي نجحت في اسقاط الحاكم لم تتسبب في جعل الوضع أفضل. إن الغاية لا تبرر الوسيلة. ما بني على باطل فهو باطل. إن الفساد لا يُصلح بالافساد. إن الظلم لا يُزال بالقتل والفوضى. "اصبروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة"، "عليكم بالسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي"، (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون). إن الأمة التي لا تملك إلا الثورة لا تبني دولة، ولك في فلسطين المثل. هؤلاء رجال الثورة في الضفة وغزة، كلا الطرفين يدفع رواتب مواطنيه من المساعدات الأمريكية والأوربية، وحال بلده في تدهور مستمر. إن الذي يقوم به رجل مثل د. محمد يونس البنغلاديشي يساوي مائة ثورة. إن ما يقوم به د. أحمد وزيل يساوي كل ما قام به الشعب التونسي وزيادة. إن من يبني ليس كمن يهدم. هذا، أصلاً، ما فعلته الأنظمة خلال العقود الماضية، فصارت الشعوب تعمله. رغم حماستي وحبي للحراك الشعبي فإن خوفي أن يتحول لشيء آخر أكثر ضرراً للبلدان. أقول لا لذلك الخيار شخصياً لأن الشعوب بشكل عام هي أيضاً مشكلة وغير واعية، وخاصة وأن مراهقين يقودون الشوراع فيها. إن الخطأ الجاري من الحكومات لا يُصلح بالقوة، لأن من يأتي بالقوة يؤسس مبدأ القوة. إن أوربا راحت من المسلمين لأنها أخذت بالقوة. لكن شرق آسيا التي لم تدخل حرباً لا تزال تشكل الغالبية من المسلمين. إن فتح أوربا الذي تحدث عنه نبي البشرية صلى الله عليه وسلم (صحيح مسلم) هو من قبل بني إسحاق (يعني أوربيين) يفتحونها بالعلم والروية والتنمية (في لفظ الحديث بتكبيرات الله أكبر) لا بالسلاح والقتال. إن الناس خلقوا أحراراً فمتى استعبدناهم حتى نقاتلهم ليسلموا؟! إن المظاهرات الشعبية هي شغل الضعيف الذي يستغيث بالقوة



سلام انترناشونال
بعد الاستخارة والاستشارة قررنا بعون الله أن نعقد مجموعات سلام، في كل بلد يتواجد فيها أعضاء من نادي جوي12، يشرفون على تلك الجلسات والتحرك السلمي، بالذات ممن أتموا "المنهج التأسيسي" لضمان فهم العمل وصحته. إن أعضاء سلام لن يخرجوا مع المظاهرات، لن يشاركوا في المعارك السياسية، لن يشاركوا أي تيارات دينية، في المقابل لن يعتزلوا الناس والعمل، ولن يقنعوا. هم أناس راضون لكنهم غير قنوعين، شعلة من النشاط لكنه في الداخل وليس في الشوارع. أناس يؤمنون بأن التحرك يجب أن يبدأ من الداخل. هم أنفسهم مثال للتنمية، متطورون، راضون، لديهم السلام الكافي في الداخل، محبون محبوبون، لا ينغشون، وهم من مختلف الأطياف، يؤمنون بأن الحرية للكل لكن الحرية مسؤولية، شعارهم "أنا حر إذا أنا مسؤول". إذا رأوا الفتنة اعتزلوا، وإذا هدأت الأمور تقدموا، شجعان يعرفون متى يتوقفون ومتى يتقدمون

لقد اخترت مجموعة منهم في الدمام وجدة والرياض والدار البيضاء والجزائر العاصمة والخرطوم والكويت والدوحة ودبي وأبوظبي والقاهرة. بهم، باذن الله وتوفيقه، سننشر الوعي بالسلام والمحبة والتنوير، لا نية لنا للتغير، لأننا لا نملك هذا الحق، لكننا نعمل بالتأثير، ولنا كل الحق

لو كنت ستشارك في المظاهرات فنحن نحترم خيارك ورأيك، ونتمنى أن يكون هدفك نبيلاً في تحقيق التغيير الأفضل، ونتمنى أن نرى بلادك تحقق السلام من خلالك ويتحول هذا الحراك إلى فائدة للبلاد والعباد، لو كنت لا تريد أن تشارك فإننا ندعوك للمشاركة معنا في هذه الجلسات السلمية الهادئة الواعية والتي سنعلن عنها قريباً في مدن مختلفة. وفق الله الجميع، والله نسأل أن يكتب لمصر السلام والأمن والرفاهية والتنمية والسعادة

صلاح الراشد
29 يناير 2011
سلام انترناشونال



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمناويطورنا :-