طريق الاسلام

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Powered By Blogger

مرحبا بكل من هو إيجابى


مرحبا بكل من هو إيجابى , ومن هو يريد الخير لنفسة والآخرين ومرحبا بكل من يريد أن يتغير .

الجمعة، 11 فبراير 2011

من صنع المأزق في مصر؟ - د.طارق سويدان

ينادي البعض ويجتمع ويقترح ليخرج مصر من أزمتها الحالية حسب تعبيره ومفهومه، لكنني أتساءل: من الذي وضع مصر في هذا المأزق إن صحت تسميته بهذا الاسم؟ هل من العدل أن نتهم شباباً حراً وشعباً بريئاً خرج يطالب بحقه في الكرامة والحرية والعمل والإنسانية بأنه هو من وضع البلد في مأزق؟ وهل تحققت مطالبهم فعلا ً حتى يكتفوا بوعود النظام السابق بالإصلاح والتعديل والتغيير؟

إنها ثورة الشعب

حتى إطلاق لفظ المأزق لا أرتضيه لهذه الثورة الشريفة الحرة الأبية، فهي ثورة بكل المقاييس، وشريفة والوقائع تشهد، وحرة والشعب يثبت، فلماذا نطلق عليها مصطلح المأزق وهو لا يكون إلا للمشكلات والصدامات ؟ وهل يصح أن نردد المصطلحات المهترئة للنظم الفاسدة حتى بعد أن تبيّن فسادها وبطلانها؟

النظام وأركانه وأبواقه حاولوا في البداية أن يصوّروا الثورة على أنها أعمال شغب فردّ الله كيدهم في نحرهم، ثم حاولوا أن يقنعوا الناس بأنهم تارة ثلة من المراهقين الفارغين وتارة بأنهم من الشعب المطحون الذين لا رأي لهم ولا إرادة، وتارة أنهم عملاء ولهم أجندات خاصة، ويفشلون في كل مرة وتكذبهم الوقائع كل يوم، وها هم يحاولون أن يقولوا إن البلد في مأزق ليخرجوا ويهربوا من ثورة الشعب الحر ويأتي من يجعل الثوار يتراجعون ويصلح بين الطرفين وكأنهما في خصومة متكافئة وكأنه لم تكن هناك جناية ولا شعب مجني عليه!!

هذا ما صنعت يداك

قديماً طلق الشاعر المشهور الفرزدق امرأته نوار في حالة غضب وحمق فلما أفاق من غضبه ورأى ما فعله وفرّط فيه أنشد يقول:

نـدمـت نـدامة الكـسـعـي لـمـا

غدت مـني مـطـلـقـة نـوار

وكانت جنتـي فخرجـت مـنها

كآدم حـين أخرجه الضرار

فـكـنـت كفـاقـئ عينيه عـمـلاً

فأصبح ما يضيء له النهار

فلا الندامة تنفع ولا النهار عاد يضيء لمن فقأ عينيه بيده، هل تتوقع النظم الدكتاتورية أن الناس بهذه السذاجة فتقتنع أنه ما لم يفعله النظام خلال عشرات السنين سيفعله خلال أشهر؟!

وأن نظاماً اتضح أن كل أركانه كانوا مجرمين وحرامية لا يشبعون وكذابين محترفين سيصبح مؤتمنا على الشعب ومقدراته وآماله وثورته؟

أخلاق الغرب .. وأخلاق المسلمين والعرب

رغم كل الضعف والتخلف والتخاذل الذي أصاب العرب والمسلمين، ورغم كل ما يقال ونسمعه من انحدار في كل اتجاه، إلا أنني أريد أن أثبت حقيقة لا أستطيع أمامها إلا أن يكبر الأمل في قلبي، فحينما كنت أدرس في (بنسلفانيا) في السبعينات، انقطع التيار الكهربائي لليلة واحدة عن مدينة نيويورك الأميركية، تم إصلاح العطل وإعادة الكهرباء لوضعها الطبيعي، ثم ظهرت الخسائر وبانت الأخلاق التي لم تكن من قناعة وإيمان ورقي، بل كانت لخوف سلطة النظام وعقوبة القانون، فقد قدرت السرقات في فترة انقطاع الكهرباء لتلك الليلة بـ «2 مليار دولار»!!

ولو قارنّا هذه الحادثة بما حصل في مصر لوجدنا الفرق الشاسع والرقي الواضح في ثورة مصر، فبالرغم من بعض السرقات والتخريب الذي تبين لاحقاً أن النظام بوزارة داخليته هو من نظّمه وعاث به في أوائل الثورة، إلا أن الشعب المصري من خلال لجانه الشعبية ووقوفه ترساً بشرياً لحماية الآثار والمقدرات والنساء والأموال والأمن أظهر صورة رائعة ومشرفة للعالم كله كنا نشاهدها بفخر واعتزاز، وكم كان مؤثراً كلام تلك المرأة القبطية التي كانت تعلق على قناة الجزيرة وتقول أنه خلال الغياب التام للشرطة والأمن لم يقذف مسلم حجراً واحداً على كنيسة أو يضرب بها مسيحياً !! بل اعترفت بأن المسلمين كانوا يحمون الأقباط ويقفون معهم ويذودون عنهم وكذلك كان يفعل الأقباط.

لا يعدم الظالم من يدافع عنه

في كل عصر ومع كل ظالم نجد من يدافع عن الظالمين ويبرئهم ويلتمس لهم العذر، ومع أننا أمة التسامح والعفو، وديننا يأمرنا بالصفح والمغفرة، إلا أن هناك فرقاً بين مخطئ عابر ومجتهد لم يصب وبين ظالم لم يرع إلاً ولا ذمة ثم يريد أن يستغل طيبة القلوب وشهامة الأخلاق.

لم نعدم من يدافع عن الحجاج ذلك الذي أهلك العباد والبلاد، وأهان الصحابة وقتل العلماء، ولم نعدم من يدافع عن كثير من الظلمة بعده، وكذلك اليوم لم نعدم من يدافع عن الظلمة ويختلق الحجج التي لا تقنع عقلاً ولا تعيد حقاً، لكنني أقول وشهد ويشهد التاريخ على ما أقوله (من أهان العباد فسيهينه الله عز وجل ) وإن الظلم مهما امتد فإن الدماء والدموع لا بد أن تنتصر يوماً.

حفظ الله مصر آمنة مطمئنة وحفظ شعبها الحر الأبي ونصره على كل ظالم ومتجبر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمناويطورنا :-