طريق الاسلام

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Powered By Blogger

مرحبا بكل من هو إيجابى


مرحبا بكل من هو إيجابى , ومن هو يريد الخير لنفسة والآخرين ومرحبا بكل من يريد أن يتغير .

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

ما الحل للتغيير إذا لم يكن بالثورات؟ الجزء الأول


by Salah Al-Rashed صلاح الراشد on Tuesday, August 2, 2011 at 1:44pm
مقدمة
بداية، التغيير سنة كونية دائمة؛ والعرب تقول: "من المحال دوام الحال على نفس الحال"، وهو ينطبق على الفرد والجماعة والمجتمع والعالم والكون. إن التغيير هو الثابت الوحيد. فحدوث التغييرات في الوطن العربي طبيعي ومتوقع ومتكرر على مدى التاريخ وليس فيه أي غريب ولا عجيب ولا ملفت. إن التغييرات الكونية والأرضية والدولية والمجتمعية ديناميكية  مستمرة

المسألة الثانية في التقديم هو أن ما حدث من ثورات كان متوقعاً لكل مفكر متبصر. في لقاء كونداليزا رايس قبيل توليها حقيبة الأمن القومي في بداية عهد بوش وتمهيداً لتوليها حقيبة الخارجية ذكرت (الكلام في عام 2000) للجنة الاختيار في مجلس الشيوخ عند توجيه السؤال لها بخصوص العالم العربي، ماذا ستفعل؟ أجابت بأنها ستقوم بتغيير جميع القيادات العربية الهرمة في السن والفكر جميعاً. وعند سؤالها عن كون معظهم أصلاً حلفاء للولايات المتحدة أفادت بأن صلاحيتهم انتهت ولابد من تغييرهم. وعند تغليظ السؤال عليها بكون الولايات المتحدة ليست من سياستها فعل ذلك في حلفائها، أفادت: لن نفعل، سنحرض الشعوب لفعلها ثم نحقق ما نريد! هذا الكلام مذكور في مذكرات رايس من سنوات قبل نشوء أي فكرة لأي ثورة؛ لهذا فالتغيير متوقع من قبل الجميع من الحكماء، وكل من سألتهم ممن أعرف في الفكر والسياسة من الغربيين بالذات أجبوا بنفس الجواب: نعم العالم العربي مقدم على التغيير. وقد ذكرت هذا الكلام في الكثير من لقاءاتي الاذاعية والتلفازية والمكتوبة وحتى في هذه الصفحة من المقالات القديمة (2009 و2010) من أن التغيير الشامل للوطن العربي متسارع، ودعونا للاستعداد لذلك، بل أني ذكرت ذلك في كتاب "على أبواب الملحمة" قبل العام 2000

الثورات في الماضي
 نعود لموضوعنا. يسأل البعض إذا كانت المظاهرات والحروب والقتال والانقلابات والمسيرات السلمية أو الشعبية هي ليست الحل في تغيير الواقع الذي يعتريه الكثير من الظلم والمعاناة، فما الحل؟ أولاً: يجب القول بأن المسيرات السلمية هي تعبير حر في الغالب لتسجيل موقف أو تعزيز قيمة. أنا معها وقد أشارك فيها ما دامت سلمية ولهدف واضح. لا بأس فيها ما لم تكن ضد أحد

أما المظاهرات والحروب والانقلابات وأي عمل فيه "ضد" فهو تعزيز للكراهية والعنف والفوضى وفي الغالب نتائجه لا ترى إلا بعد سنين أو عقود، كما في الثورة الشعبية ضد تشاوتيسكو في رومانيا أو الملك السنوسي في ليبيا

تغييرات ونماذج ناجحة
 إن المستنيرين الذين يملئون الصفحة هنا، من أعضاء نادي جوي12، وسلام جروب، وغيرهم، لديهم مائة حل ليس فيه سلاح ولا قتل ولا محاكمات ولا تنبيش ولا سجون ولا معتتقلات ولا تعذيب. إن الحلول التي تطرحها "محاكم الثورة" اليوم هي محاكم تنبيش وتفتيش كررت في التاريخ: في الحكم الصليبي والناصري والخميني.. حتى العراقيين الذين عانوا ومن حولهم الأمرين من حكم البعثيين اكتفوا بمحاكمة رؤوس الحكم، ومع ذلك فقد جنت العراق بذلك ضرراً كبيراً، وجلبت حكماً شبيهاً، وأصبحت محاصصة بين الأحزاب، ولم يُخرج القوات الأجنبية ولا استتب النظام فيه. إن العنف لا يجلب إلا عنفاً، "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه"، والعنف لا يستخدم عند المقدرة على السلم. يعني لو كنت في طريق وهجم عليك أحد فاضطررت للدفاع عن نفسك وصده وربما الإضرار به فهذا في محل معذرة وضرورة، لكن لو كان بيدك ألا تدخل في مشاجرة ومع ذلك استجبت للغضب وفكرة الانتقام فهذا سيجلب المزيد من الضرر والعنف ليس فقط على الشخص الآخر بل عليك أيضاً. إن كل عنف ومحاكمة ستجرى في تونس ومصر واليمن ستجلب عنفاً ومضرة أكبر على البلد. إن الرسالة اللاواعية وراء المحاكمات تقول التالي: "هؤلاء مجرمون، نحن أبرياء. هؤلاء سفكوا وقتلوا وسرقوا. نحن لم نفعل شيئا. هؤلاء استولوا على الحكم. نحن ضحايا". هذه الرسالة تثبت في اللاواعي العام (كما يسميهاالنفساني الكبير كارل جنك) أننا كشعب ليس علينا أي مسؤولية سوى ملاحقة المسؤولين! ما حدث في مصر وفي تونس يجب أن يتحمل مسؤوليته الشعب المصري والتونسي بأكمله، ويقر، ويعترف، ويعتذر، ثم يبشر بخير كبير. من يقول: أنا لست مسؤولاً عن الماضي فلن يكون مسؤولاً عن الحاضر والمستقبل! من يقول: أنا مسؤول، فهو مسؤول. إن المحاكم تقول: هو مسؤول! في المستقبل: لن يتحمل الشعب مسؤوليته. ما حدث في الوطن العربي مسؤولية كل مواطن عربي. أنا مسؤول عما يحدث في الكويت، لذا أنا أعقد جلسات السلام، وأشجع سلام جروب، وأكتب، وأتحدث في الإذاعة، والتلفزيون، وأقوم بكل عمل يجب أن يقوم به إنسان مسؤول. هل يعقل أن يدير مصر (أكثر من ٨٠ مليون نسمة) عشرة أشخاص عسكر؟! إن الحزب الحاكم المنحل فيه قرابة مائة ألف عضو فعال ونشط! هؤلاء المائة ألف لديهم عوائل تصل لمليون شخص. هؤلاء المليون متعاونين مع عشرة ملايين آخرين! هل كلهم سيحاكمون؟! أم سنجد الكبش ليخلصنا من الذنب العام؟! "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". قف بصدق وشجاعة: وقل: "أنا المسؤول عما حدث. أنا جزء من المسؤولية. أنا أعتذر لمصر، أنا آسف مصر، أنا أحبك، أطلب المعذرة، أنا أرفض الاستمرار في مرحلة الرفض بالاعتراف بالحقيقة". هذه هي القوة، هذه هي المسؤولية، هذه هي اللحظة، هنا تبنى الأمم

بعد ربع قرن من الكفاح والصبر والتهذيب، وقف في موقف مهيب عند دخوله لمكة، في هذا المكان قتلت سمية، في هذا المكان عذب صهيب وخباب، في هذا المكان ضرب أبوبكر، في هذا المكان رميت الأوساخ عليه وهو يصلي، هذا البيت سرق منه، ذاك البيت من ممتلكات عمر، هذه البنت اغتصبت، هذا المرأة سرقت، هذه الكعبة لطخت. وقف، صلى الله عليه وسلم، وهو ينظر صوراً من الماضي المرير، وكلامهم وسفههم وتعذيبهم وظلمهم، ثم قال: "ماذا تظنون أني فاعل بكم؟" والله ما ظننا أنك ستنتقم، أو تجعل العدالة تأخذ مجراها، أو تلاحقهم، أو تفتح سنوات من التحقيق والتعذيب والاعترافات والتشهير، والله ما نظن إلا أنك "أخ كريم وابن أخ كريم"، تنفس الصعداء، ثم ابتسم، ثم نظر إليهم بعين الشفقة، ثم قال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء". بعدها أقام للدنيا المثل

بعد أن عاش ربع قرن في زنزانة انفرادية وأكثر من ثلاث سنوات في سجن عام في جزيرة معزولة، وصل الحكم، فجاءته الحشود من المظلومين في حكم الأفريكانو العنصريين، يطالبونه بالقصاص والعدالة، فقال قولته الشهيرة: إن بناء السلام أعظم من إحقاق الحق! وعين الرئيس العنصري الأبيض نائباً له، وأصدر العفو العام؛ لأن تحقيق العدالة لا يمكن أن يتم إلا بالسلام في البلاد. إن السلام قبل العدالة. لا عدالة بدون سلام. لا استقرار بدون محبة. لا تطور بدون العفو. خطاب نيلسون مانديلا للشعبين المصري والتونسي هو خطاب المحب الصادق المجرب الناجح في تحقيق السلام والنمو في بلده. وقف فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء. بعدها أوجد للعالم النموذج

بعد ربع قرن في سجون الصرب والاهانات، قضاها وهو يؤلف أجمل الكتب في الفكر الإسلامي خرج من غياهب السجون إلى رئاسة الجمهورية فأقام دولة مسلمة في قلب أوربا أسماها البوسنة والهرسك، فماذا فعل في الظلمة الذين مارسوا التعذيب والقتل في شعبه وعليه من الصرب. وقف علي عزت بيغوفيتش، وقال مقولته الشهيرة: اذهبوا فأنتم الطلقاء في بلد البوسنة كلها تمشون وتسرحون بسلام ومحبة. عمل ذلك فوقفت دولته مسلمة دون تدخل أجنبي ولا استعمار ولا قوات أمريكية. هذا عاقل، ذاك في أفغانستان جاهل. أراد تحقيق العدالة فضيع البلاد والعباد

ليبيا وسوريا واليمن إلى أين؟
تعلم الحكام في ليبيا واليمن وسوريا أنهم لن يتخلوا عن الحكم مهما صار بعدما رأوا بن علي ومبارك وما يحدث لهم ولأبنائهم وأزواجهم وأتباعهم! هذا القذافي سيقاتل حتى يُقتل أو يقتل ما يمكن قتله من شعبه. الأسد وحزبه ومناصروه من الخارج معه على نفس المنوال. لو صدرناهم لجزيرة أو فندق أو شرم الشيخ لأرحنا العالم العربي من عشرين سنة قتال في قضية سوف تخسر في النهاية لأن العالم لن يكون العالم الذي نعرف أصلاً بعد عشرين سنة، ولن تكون فيه حكومات ولا شعوب ولا شيء مما نرى الآن! هذا النموذج التونسي المصري صعب الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا، سهل الله عليهم معاناتهم وخلصهم مما هم فيه

هناك حلول. هناك حكمة .. هذا ما يجب أن نتحدث عنه
على وشك الاقلاع إلى الكويت .. تابع الجزء الثاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمناويطورنا :-