المشاركات
ما الحل للتغيير إذا لم يكن بالثورات؟ الجزء الثاني
by Salah Al-Rashed صلاح الراشد on Saturday, August 13, 2011 at 12:54am
ملاحظة ١: تجد الجزء الأول في الوصلة التالية
https://www.facebook.com/note.php?note_id=10150269028310629
ملاحظة ٢: عندما ترى *** يمكنك أن تتخطى المكتوب بينها وبين *** التالية إذا لم تكن من طلبتنا الدارسين للمنهج التأسيسي لنادي جوي12. إذا كنت من طلبتنا فضروري تقرأها
العلم أولا
الإمام البخاري رجل عالم، طاقته تسري في البشرية مذ جاء، وقد أعددته من مجددي الأمة في سلسلتي القديمة "مجددو الإسلام". تعرف فقهه وعلمه من عناوين أبوابه. في أول فصول كتابه الشهير "الجامع الصحيح" يعنون: "باب العلم قبل القول والعمل"! أي أن العلم يسبق القول ويسبق العمل. أمة العرب والإسلام اليوم تقول كثيراً، وتعمل قليلاً، لكنها لا تعلم شيئاً يذكر
أذكر عندما حضرت أول مؤتمر في لندن للأستاذة لين ماجتاجريت التي جمعت فيه عشرات العلماء الذين يتحدثون عن دراساتهم في النية. أصبت بحالة اكتئاب وخوف وقضيت كل وقت السفر في غرفة الفندق دامعاً أو محبطاً، والسبب كان اكتشافي مدى حجم الهامش العلمي الذي بيننا وبين الغرب وقتها. في هذه اللحظة فقط شعرت بكذب ما يسمى بمنظومة العلماء الكهنوتية الحالية التي يديرها مجموعة من هيئات "رجال دين" يطلق عليهم "علماء" ومن ورائهم خط ثان يسمى "دعاة". في البداية شعرت بغضب شديد تجاههم، استشعرت أكذوباتهم، وخداعهم، واستغلال السذج والبسطاء في خلافات وتفاصيل لا أهمية لها ألبته! بعد فترة عذرتهم وأدركت أن الناس هم السبب، فكل منهم جنى على نفسه. تسائلت: لما رضوا بهذه التفاهات؟ لما قبلوا هذه السذاجة؟ "الشعب يريد تحديد العلماء"، نعم، تبين لي في الحقيقة أن الشعب (الوعي العام الحالي) هو الذي يحدد صورة وهيئة ومضمون العالم (بكسر اللام). العلماء والدعاة في العمق صاروا ما يريده الجمهور، ما يطلبه المستمعون! العلماء والدعاة الحاليون نقلة (بفتح القاف)، يقولون ما "يحب" أن يسمعه الناس أو "يتوقعه" الناس. سبق وذكرت أنك لو قرأت بحدود 20 كتاباً من التاريخ (ممكن أن أسميهم لك) تستطيع أن تحتوي كل أو جل ما يقوله هؤلاء في الفضائيات والمساجد والمحاضرات .. أنا أزعم بأني آستطيع تأهيل 100 عالم أو داعية بهذا المستوى في سنة واحدة فقط! ما أجمل كلام أحد تلاميذ الإمام مالك أظنه الليث بن سعد يقول: صحبت الإمام مالك عشرين عاماً، تعلمت العلم في سنة، والأدب في تسعة عشر سنة، ليتني قضيتها كلها في الأدب"! هذا الإمام الكبير أدرك أن العلم تدركه في سنة، لكن العمل، والابداع، والأدب، والحياة، والتجديد موضوع مختلف تماماً. إن العالم (بكسر اللام) اليوم لا يقول شيئاً جديداً، لو عملنا برامج سوفت وير يجيب عندما نسأل سؤالاً من خلال فتاوى بن تيمية أو الطوسي أو غيرهما. يعني نضع خياراً (جعفري، سلفي، شافعي، حنفي، حنبلي، مالكي، ظاهري) تقوم بالاختيار ثم توجه سؤالك وهو يبحث بذكاء عن الجواب من خلال فتاويهم. لو عملنا ذلك لاستغنينا عن مئات العلماء الحاليين. طبعاً قد يكون هناك من العلماء والدعاة المخلصين والعارفين ممن لا ينطبق عليهم هذا الكلام
عقدة الماضوية
طبعاً مؤسف لو عملنا ذلك البرنامج، واعتبرها شخص يقرأ هذه المقالة أنها فكرة إبداعية! إن هذه الأمة اليوم مبتلاة بالماضوية، بتعبير الأستاذ عدنان سالم، مؤسس دار الفكر العربي. ليس لديهم شيئاً يقدمونه للعالم سوى "مسلسل الحسن والحسين" و"خالد بن الوليد"، و"القادسية"، و"عنترة بن شداد"، و"المتنبي" و"ابن تيمية"، و"رابعة العدوية"، وكل ما هو في الماضي!! لم يقدموا شخصية واحدة مستقبلية! لا يقدمون أي نموذج عصري. حتى من برز من المسلمين والعرب كنماذج عصرية قدمهم الغرب، مثل: محمد يونس، وأحمد زويل، وفاروق الباز.. لقد شهرهم وأعدهم الغرب. لا يوجد حكومة عربية واحدة مهتمة بالعلم والعلماء الحقيقيين، المبدعين، المتجددين، المخترعين! لا يوجد شعب مهتم بغير سب وشتم ومحاكمة المجرمين.. والشكوى والتذمر والبطالة.. في نفسي أن أجد مؤسسة عربية واحدة هدفها إحداث ثورة حقيقية في نفوس بعض العرب وعملهم نماذج تغيير حقيقية! كلما ظهر أمل ضاع في غياهب الجهل أو مطالب الشعب!!
*** خاص بأعضاء نادي جوي ***
دعني أعطيك بعض المعلومات والتفصيل؛ لأن موضوع تغيير بحجم الأمة الحالية موضوع حجمه حجم نبيين من أولي العزم! وهما أصلاً لا يجتمعان في زمن واحد، ولو اعتبرنا أن نبي حجمه لا يقل عن 1,000 على مقياس الوعي لهاوكينز، وحيث لا يوجد لدينا أي شخص اليوم بهذا المقياس، وأقرب واحد هو 930، ومجموعة لا تزيد عن 12 شخصاً فقط ما بين 700-930 فإن المهمة صعبة جداً. شخص واحد 1,000 على مقياس هاوكينز يساوي عدد 12 شخص على مقياس 700. في هذه الحالة العدد غير متوفر. نحن في خطر! أعلى واحد في الوطن العربي ربما 677 على مقياس هاوكينز، ومن يليه من العرب ربما 525. حتى المهدي المنتظر يتوقع أن يكون بحدود 750 على مقياس هاوكينز. دعني أسترسل قليلاً ، إذا كنت لا تفهم في هذا الموضوع فانتقل للعنوان التالي كما بينت لك، هذا الموضوع يدركه جيداً طلبتنا ودرسوه في المنهج التأسيسي في نادي جوي12
واحد 1,000 = عدد 12 على مقياس 700
واحد 700 = 70,000,000 نسمة - طبعاً تحت خط السلبية 200
واحد 600 = 10,000,000 نسمة
واحد 500 = 750,000
واحد 400 = 400,000
واحد 300 = 90,000
نسبة الأقل وعياً (السلبيين تجاوزاً) هي 78% في تعداد الأرض (7 مليار)، يعني عددهم قرابة 5.5 مليار. لحل هذه العقدة نحتاج (فقط للوطن العربي 400 مليون نسمة، على سبيل المثال) التالي
واحد 1,000 على مقياس هاوكينز، أو
عدد 4 أشخاص 700، أو
عدد 40 شخص 600، أو
عدد 533 شخص 500، أو
عدد 1,000 شخص 400، أو
عدد 4,444 شخص 300
إن المهمة بهذه الطريقة تبدو أسهل بكثير، ليست سهلة لكن أسهل بكثير. لو عملنا التالي: رفعنا مستوى شخصين إلى 700 و20 شخص 600 يكفي! لو أوجدنا شخصين 700 و10 أشخاص 600، وبحدود 300 شخص 500 يكفي. لو أوجدنا فقط 2,000 وأهلناهم 300 على مقياس هاوكينز نكون خدمنا الأمة خدمة كبيرة جداً وضمنا تغييرها على مستوي الوعي للمرحلة القادمة. الحقيقة أننا بدأنا هذا البرنامج وأول مخطط كان 300 * 300 أي 300 شخص يصلون 300 على مقياس هاوكينز، ولدينا في النادي حالياً بحدود 65 شخصاً وعيهم 300 أو أكثر على مقياس هاوكينز
ستة منهم أعلى من 400 وثلاثة من الستة أعلى من 500 وواحد منهم أعلى من 600. هؤلاء فقط يشكلون تأثير طاقي على 34,000,000 نسمة! البقية 59 شخص يشكلون تأثير طاقي على أكثر من 7-8 مليون تقريباً. النادي حالياً يؤثر على أكثر من 41 مليون نسمة، والبقية حالياً في الطريق وحماستهم كبيرة، والأمل فيهم كبير وواقعي. لو ضاعفنا الجهود البسيطة التي بدأناها في النادي ثلاثة أضعاف فقط، وهي بمتناول اليد بعون الله، سنصل إلى تغيير حقيقي في العالم العربي. كما أننا لا ننسى أن هناك آخرين صادقين كثيرين يعملون متوازين مع ما نقوم به، فالأمل كبير جدآً لو حللناه بهذه الطريقة. لكن انتبه لأن في الأمر تفاصيل ..
*** انتهت الفقرة الخاصة بطلبة جوي12***
دعنا بداية نؤسس قاعدة في التغيير. إن التغيير ينطلق من عدة أركان رئيسة من أعمقها فهم استراتيجية ما يعمل ومالا يعمل. خذ مثالاً
ما هي أول جامعة في العالم؟
كجامعة نظامية، هل هي كلية هارفارد أم كلية وليام وميري التي صارت أول جامعة في الولايات المتحدة؟! الأرجح أنها وليام وميري عام 1779م. وهما أيضاً يتنافسان في لقب أول كلية، لكن هارفارد ككلية تأسست 1636م. أول جامعة في العالم ربما تكون جامعة بولوغنا (ايطاليا) تأسست عام 1088م. لكن الأرجح أن الجامع الأزهر أقدم في التدريس رغم أنه لم يكن حقيقة جامعة فقد أنشأه جوهر الصقلي (975م) أول قادة المعز لدين الله الفاطمي وذلك لتخريج دعاة ينشرون المذهب الإسماعيلي مذهب الفاطميين، وضاعت أعماله في العصر الأيوبي حيث قضى الملك صلاح الدين على الدولة الفاطمية، وأسس المذهب الشافعي بديلاً فيها، لكن المماليك أعادوا مجده وأكرموه وأضافوا لها المباني والمدارس واسترجعوا ما أستولى عليه الأهالي بالذات الأمير عزالدين أيدمر (1266م)، وسماه الفاطميون الأزهر نسبة للسيدة فاطمة الزهراء، رضي الله عنها، ويعتقد أن العزيز بالله الفاطمي هو أول من جعله جامعة، يدرس فيها العلوم الباطنية للطلبة من أفريقيا وآسيا (988م). ويقال المستنصرية كانت أول جامعة، تأسست في بغداد على يد الخليفة العباسي المستنصر بالله (1234م)، أنشأت كمنافس وبديل لتدريس الشافعية بدلاً من المدرسة الجيلانية الحنبلية، ويقال أن أول جامعة عربية هي جامعة القرويين في المغرب (859م)، أنشأتها فاطمة بنت محمد الفهري وأختها، وموسوعة جينيس اعتبرتها فعلاً أول جامعة في العالم
العرب الأوائل مبادرون:
كان العرب أول من بادر بهذه المبادرة الخيرة للعالم، ثم ضاعوا بعدها! وأخذها العالم منها فأسست أوربا وأمريكا في القرن السابع عشر والثامن عشر آلاف الكليات
والجامعات. جامعتي، وهي
(Eastern Michigan University)
تأسست في 1848م!
إن عدد الجامعات العربية اليوم أقل من 200 جامعة. في الولايات المتحدة وحدها أكثر من 4,200 كلية وجامعة عالية التعليم ومعترف فيها! في السعودية أقل من 30 منها 8 خاصة. تعداد السعودية لأمريكا هو 100:9 أي 11:1 تقريباً. عدد 4,200 جامعة يخدمون 307 مليون أمريكي بينما 30 جامعة تخدم 27 مليون سعودياً! أي بنسبة جامعة لكل مليون نسمة في السعودية و14 جامعة في أمريكا لكل مليون نسمة في أمريكا! بين السعودية وأمريكا 140 سنة فارق علمي! لو استمرت السعودية بهذا الوضع وأمريكا بهذا الوضع فسوف يكون الأمريكان في 100 سنة 200 سنة تقريباً متطورين على السعوديين! هذا في السعودية التي تعتبر من الأكثر تطوراً في الاهتمام بالتعليم!
البحث العلمي:
الوطن العربي ينفق قرابة 1,7 مليار على البحث العلمي، وهو ثلث ما تنفقه مؤسسة واحدة حكومية في أمريكا على دراسات السرطان فقط!! (6 مليار/المعهد الوطني الأمريكي للبحوث). إسرائيل تنفق 4 مليار سنوياً! بعد خمسين سنة ستكون إسرائيل مائة ضعف الوطن العربي كله على الأقل!
الاقتصاد:
مع احترامي لبرنامج "طاش" وتقديري له إلا أن الاقتصاد الاسلامي هو من القليل جداً الذي نجح في القرن الحالي في تقديم بديل صحيح للشح والمراباة المسرفة والرأسمالية المفرقة والطبقية. بنك كويتي شهير جعل من عوائل قليلة في الكويت عوائل ملياديرية وأفقر عشرات أخرى، ومثلها بقية البنوك بينما بنك مثل بيت التمويل الكويتي (مع تحفظي لسياساته وطريقته) أغنى مجتمعاً بأكمله، ومئات العوائل. إن منظومة البنوك الاسلامية، بغض النظر عن الحلال والحرام، كسرت عنفوان البنوك التقليدية، وقدمت الجديد والمختلف، وكسرت حاجز التسلط، ودورت الأموال داخل البلد نفسها، بينما كانت البنوك التقليدية متعاملة مع البنوك الأوربية والأمريكية ترحل الأموال وتكسب فوائدها! لولا تدخل البنوك الاسلامية في الحسبة الحالية لصرنا بوضع البنوك الأمريكية التي تهز المجتمع الأمريكي هزاً وتبيع ملابسه الداخلية لو أرادت!
لماذا نجحنا في منظومة البنوك الاسلامية؟
هذا السؤال صح. دائماً اسأل بهذه الطريقة. معرفة ما تعمله صح يعني المحافظة عليه وأيضاً إمكانية تعميم استراتيجيته على جوانب أخرى! ليس بيننا وبين البنوك التقليدية فجوات! نحن معهم أو ربما في أحيان نفوقهم تقدماً! هذا شيء عجيب، بصراحة، في أمة تسودها الفوضى والكبرياء الكاذبة، والآنا الخداعة، والانشغال بسفاسف الأمور. من هنا سأبني الحل للمرحلة القادمة
تابع الجزء الثالث
جاء وقت الحديقة والاهتمام بها :)
كتبت عصرية الثاني عشر من رمضان
https://www.facebook.com/note.php?note_id=10150269028310629
ملاحظة ٢: عندما ترى *** يمكنك أن تتخطى المكتوب بينها وبين *** التالية إذا لم تكن من طلبتنا الدارسين للمنهج التأسيسي لنادي جوي12. إذا كنت من طلبتنا فضروري تقرأها
العلم أولا
الإمام البخاري رجل عالم، طاقته تسري في البشرية مذ جاء، وقد أعددته من مجددي الأمة في سلسلتي القديمة "مجددو الإسلام". تعرف فقهه وعلمه من عناوين أبوابه. في أول فصول كتابه الشهير "الجامع الصحيح" يعنون: "باب العلم قبل القول والعمل"! أي أن العلم يسبق القول ويسبق العمل. أمة العرب والإسلام اليوم تقول كثيراً، وتعمل قليلاً، لكنها لا تعلم شيئاً يذكر
أذكر عندما حضرت أول مؤتمر في لندن للأستاذة لين ماجتاجريت التي جمعت فيه عشرات العلماء الذين يتحدثون عن دراساتهم في النية. أصبت بحالة اكتئاب وخوف وقضيت كل وقت السفر في غرفة الفندق دامعاً أو محبطاً، والسبب كان اكتشافي مدى حجم الهامش العلمي الذي بيننا وبين الغرب وقتها. في هذه اللحظة فقط شعرت بكذب ما يسمى بمنظومة العلماء الكهنوتية الحالية التي يديرها مجموعة من هيئات "رجال دين" يطلق عليهم "علماء" ومن ورائهم خط ثان يسمى "دعاة". في البداية شعرت بغضب شديد تجاههم، استشعرت أكذوباتهم، وخداعهم، واستغلال السذج والبسطاء في خلافات وتفاصيل لا أهمية لها ألبته! بعد فترة عذرتهم وأدركت أن الناس هم السبب، فكل منهم جنى على نفسه. تسائلت: لما رضوا بهذه التفاهات؟ لما قبلوا هذه السذاجة؟ "الشعب يريد تحديد العلماء"، نعم، تبين لي في الحقيقة أن الشعب (الوعي العام الحالي) هو الذي يحدد صورة وهيئة ومضمون العالم (بكسر اللام). العلماء والدعاة في العمق صاروا ما يريده الجمهور، ما يطلبه المستمعون! العلماء والدعاة الحاليون نقلة (بفتح القاف)، يقولون ما "يحب" أن يسمعه الناس أو "يتوقعه" الناس. سبق وذكرت أنك لو قرأت بحدود 20 كتاباً من التاريخ (ممكن أن أسميهم لك) تستطيع أن تحتوي كل أو جل ما يقوله هؤلاء في الفضائيات والمساجد والمحاضرات .. أنا أزعم بأني آستطيع تأهيل 100 عالم أو داعية بهذا المستوى في سنة واحدة فقط! ما أجمل كلام أحد تلاميذ الإمام مالك أظنه الليث بن سعد يقول: صحبت الإمام مالك عشرين عاماً، تعلمت العلم في سنة، والأدب في تسعة عشر سنة، ليتني قضيتها كلها في الأدب"! هذا الإمام الكبير أدرك أن العلم تدركه في سنة، لكن العمل، والابداع، والأدب، والحياة، والتجديد موضوع مختلف تماماً. إن العالم (بكسر اللام) اليوم لا يقول شيئاً جديداً، لو عملنا برامج سوفت وير يجيب عندما نسأل سؤالاً من خلال فتاوى بن تيمية أو الطوسي أو غيرهما. يعني نضع خياراً (جعفري، سلفي، شافعي، حنفي، حنبلي، مالكي، ظاهري) تقوم بالاختيار ثم توجه سؤالك وهو يبحث بذكاء عن الجواب من خلال فتاويهم. لو عملنا ذلك لاستغنينا عن مئات العلماء الحاليين. طبعاً قد يكون هناك من العلماء والدعاة المخلصين والعارفين ممن لا ينطبق عليهم هذا الكلام
عقدة الماضوية
طبعاً مؤسف لو عملنا ذلك البرنامج، واعتبرها شخص يقرأ هذه المقالة أنها فكرة إبداعية! إن هذه الأمة اليوم مبتلاة بالماضوية، بتعبير الأستاذ عدنان سالم، مؤسس دار الفكر العربي. ليس لديهم شيئاً يقدمونه للعالم سوى "مسلسل الحسن والحسين" و"خالد بن الوليد"، و"القادسية"، و"عنترة بن شداد"، و"المتنبي" و"ابن تيمية"، و"رابعة العدوية"، وكل ما هو في الماضي!! لم يقدموا شخصية واحدة مستقبلية! لا يقدمون أي نموذج عصري. حتى من برز من المسلمين والعرب كنماذج عصرية قدمهم الغرب، مثل: محمد يونس، وأحمد زويل، وفاروق الباز.. لقد شهرهم وأعدهم الغرب. لا يوجد حكومة عربية واحدة مهتمة بالعلم والعلماء الحقيقيين، المبدعين، المتجددين، المخترعين! لا يوجد شعب مهتم بغير سب وشتم ومحاكمة المجرمين.. والشكوى والتذمر والبطالة.. في نفسي أن أجد مؤسسة عربية واحدة هدفها إحداث ثورة حقيقية في نفوس بعض العرب وعملهم نماذج تغيير حقيقية! كلما ظهر أمل ضاع في غياهب الجهل أو مطالب الشعب!!
*** خاص بأعضاء نادي جوي ***
دعني أعطيك بعض المعلومات والتفصيل؛ لأن موضوع تغيير بحجم الأمة الحالية موضوع حجمه حجم نبيين من أولي العزم! وهما أصلاً لا يجتمعان في زمن واحد، ولو اعتبرنا أن نبي حجمه لا يقل عن 1,000 على مقياس الوعي لهاوكينز، وحيث لا يوجد لدينا أي شخص اليوم بهذا المقياس، وأقرب واحد هو 930، ومجموعة لا تزيد عن 12 شخصاً فقط ما بين 700-930 فإن المهمة صعبة جداً. شخص واحد 1,000 على مقياس هاوكينز يساوي عدد 12 شخص على مقياس 700. في هذه الحالة العدد غير متوفر. نحن في خطر! أعلى واحد في الوطن العربي ربما 677 على مقياس هاوكينز، ومن يليه من العرب ربما 525. حتى المهدي المنتظر يتوقع أن يكون بحدود 750 على مقياس هاوكينز. دعني أسترسل قليلاً ، إذا كنت لا تفهم في هذا الموضوع فانتقل للعنوان التالي كما بينت لك، هذا الموضوع يدركه جيداً طلبتنا ودرسوه في المنهج التأسيسي في نادي جوي12
واحد 1,000 = عدد 12 على مقياس 700
واحد 700 = 70,000,000 نسمة - طبعاً تحت خط السلبية 200
واحد 600 = 10,000,000 نسمة
واحد 500 = 750,000
واحد 400 = 400,000
واحد 300 = 90,000
نسبة الأقل وعياً (السلبيين تجاوزاً) هي 78% في تعداد الأرض (7 مليار)، يعني عددهم قرابة 5.5 مليار. لحل هذه العقدة نحتاج (فقط للوطن العربي 400 مليون نسمة، على سبيل المثال) التالي
واحد 1,000 على مقياس هاوكينز، أو
عدد 4 أشخاص 700، أو
عدد 40 شخص 600، أو
عدد 533 شخص 500، أو
عدد 1,000 شخص 400، أو
عدد 4,444 شخص 300
إن المهمة بهذه الطريقة تبدو أسهل بكثير، ليست سهلة لكن أسهل بكثير. لو عملنا التالي: رفعنا مستوى شخصين إلى 700 و20 شخص 600 يكفي! لو أوجدنا شخصين 700 و10 أشخاص 600، وبحدود 300 شخص 500 يكفي. لو أوجدنا فقط 2,000 وأهلناهم 300 على مقياس هاوكينز نكون خدمنا الأمة خدمة كبيرة جداً وضمنا تغييرها على مستوي الوعي للمرحلة القادمة. الحقيقة أننا بدأنا هذا البرنامج وأول مخطط كان 300 * 300 أي 300 شخص يصلون 300 على مقياس هاوكينز، ولدينا في النادي حالياً بحدود 65 شخصاً وعيهم 300 أو أكثر على مقياس هاوكينز
ستة منهم أعلى من 400 وثلاثة من الستة أعلى من 500 وواحد منهم أعلى من 600. هؤلاء فقط يشكلون تأثير طاقي على 34,000,000 نسمة! البقية 59 شخص يشكلون تأثير طاقي على أكثر من 7-8 مليون تقريباً. النادي حالياً يؤثر على أكثر من 41 مليون نسمة، والبقية حالياً في الطريق وحماستهم كبيرة، والأمل فيهم كبير وواقعي. لو ضاعفنا الجهود البسيطة التي بدأناها في النادي ثلاثة أضعاف فقط، وهي بمتناول اليد بعون الله، سنصل إلى تغيير حقيقي في العالم العربي. كما أننا لا ننسى أن هناك آخرين صادقين كثيرين يعملون متوازين مع ما نقوم به، فالأمل كبير جدآً لو حللناه بهذه الطريقة. لكن انتبه لأن في الأمر تفاصيل ..
*** انتهت الفقرة الخاصة بطلبة جوي12***
دعنا بداية نؤسس قاعدة في التغيير. إن التغيير ينطلق من عدة أركان رئيسة من أعمقها فهم استراتيجية ما يعمل ومالا يعمل. خذ مثالاً
ما هي أول جامعة في العالم؟
كجامعة نظامية، هل هي كلية هارفارد أم كلية وليام وميري التي صارت أول جامعة في الولايات المتحدة؟! الأرجح أنها وليام وميري عام 1779م. وهما أيضاً يتنافسان في لقب أول كلية، لكن هارفارد ككلية تأسست 1636م. أول جامعة في العالم ربما تكون جامعة بولوغنا (ايطاليا) تأسست عام 1088م. لكن الأرجح أن الجامع الأزهر أقدم في التدريس رغم أنه لم يكن حقيقة جامعة فقد أنشأه جوهر الصقلي (975م) أول قادة المعز لدين الله الفاطمي وذلك لتخريج دعاة ينشرون المذهب الإسماعيلي مذهب الفاطميين، وضاعت أعماله في العصر الأيوبي حيث قضى الملك صلاح الدين على الدولة الفاطمية، وأسس المذهب الشافعي بديلاً فيها، لكن المماليك أعادوا مجده وأكرموه وأضافوا لها المباني والمدارس واسترجعوا ما أستولى عليه الأهالي بالذات الأمير عزالدين أيدمر (1266م)، وسماه الفاطميون الأزهر نسبة للسيدة فاطمة الزهراء، رضي الله عنها، ويعتقد أن العزيز بالله الفاطمي هو أول من جعله جامعة، يدرس فيها العلوم الباطنية للطلبة من أفريقيا وآسيا (988م). ويقال المستنصرية كانت أول جامعة، تأسست في بغداد على يد الخليفة العباسي المستنصر بالله (1234م)، أنشأت كمنافس وبديل لتدريس الشافعية بدلاً من المدرسة الجيلانية الحنبلية، ويقال أن أول جامعة عربية هي جامعة القرويين في المغرب (859م)، أنشأتها فاطمة بنت محمد الفهري وأختها، وموسوعة جينيس اعتبرتها فعلاً أول جامعة في العالم
العرب الأوائل مبادرون:
كان العرب أول من بادر بهذه المبادرة الخيرة للعالم، ثم ضاعوا بعدها! وأخذها العالم منها فأسست أوربا وأمريكا في القرن السابع عشر والثامن عشر آلاف الكليات
والجامعات. جامعتي، وهي
(Eastern Michigan University)
تأسست في 1848م!
إن عدد الجامعات العربية اليوم أقل من 200 جامعة. في الولايات المتحدة وحدها أكثر من 4,200 كلية وجامعة عالية التعليم ومعترف فيها! في السعودية أقل من 30 منها 8 خاصة. تعداد السعودية لأمريكا هو 100:9 أي 11:1 تقريباً. عدد 4,200 جامعة يخدمون 307 مليون أمريكي بينما 30 جامعة تخدم 27 مليون سعودياً! أي بنسبة جامعة لكل مليون نسمة في السعودية و14 جامعة في أمريكا لكل مليون نسمة في أمريكا! بين السعودية وأمريكا 140 سنة فارق علمي! لو استمرت السعودية بهذا الوضع وأمريكا بهذا الوضع فسوف يكون الأمريكان في 100 سنة 200 سنة تقريباً متطورين على السعوديين! هذا في السعودية التي تعتبر من الأكثر تطوراً في الاهتمام بالتعليم!
البحث العلمي:
الوطن العربي ينفق قرابة 1,7 مليار على البحث العلمي، وهو ثلث ما تنفقه مؤسسة واحدة حكومية في أمريكا على دراسات السرطان فقط!! (6 مليار/المعهد الوطني الأمريكي للبحوث). إسرائيل تنفق 4 مليار سنوياً! بعد خمسين سنة ستكون إسرائيل مائة ضعف الوطن العربي كله على الأقل!
الاقتصاد:
مع احترامي لبرنامج "طاش" وتقديري له إلا أن الاقتصاد الاسلامي هو من القليل جداً الذي نجح في القرن الحالي في تقديم بديل صحيح للشح والمراباة المسرفة والرأسمالية المفرقة والطبقية. بنك كويتي شهير جعل من عوائل قليلة في الكويت عوائل ملياديرية وأفقر عشرات أخرى، ومثلها بقية البنوك بينما بنك مثل بيت التمويل الكويتي (مع تحفظي لسياساته وطريقته) أغنى مجتمعاً بأكمله، ومئات العوائل. إن منظومة البنوك الاسلامية، بغض النظر عن الحلال والحرام، كسرت عنفوان البنوك التقليدية، وقدمت الجديد والمختلف، وكسرت حاجز التسلط، ودورت الأموال داخل البلد نفسها، بينما كانت البنوك التقليدية متعاملة مع البنوك الأوربية والأمريكية ترحل الأموال وتكسب فوائدها! لولا تدخل البنوك الاسلامية في الحسبة الحالية لصرنا بوضع البنوك الأمريكية التي تهز المجتمع الأمريكي هزاً وتبيع ملابسه الداخلية لو أرادت!
لماذا نجحنا في منظومة البنوك الاسلامية؟
هذا السؤال صح. دائماً اسأل بهذه الطريقة. معرفة ما تعمله صح يعني المحافظة عليه وأيضاً إمكانية تعميم استراتيجيته على جوانب أخرى! ليس بيننا وبين البنوك التقليدية فجوات! نحن معهم أو ربما في أحيان نفوقهم تقدماً! هذا شيء عجيب، بصراحة، في أمة تسودها الفوضى والكبرياء الكاذبة، والآنا الخداعة، والانشغال بسفاسف الأمور. من هنا سأبني الحل للمرحلة القادمة
تابع الجزء الثالث
جاء وقت الحديقة والاهتمام بها :)
كتبت عصرية الثاني عشر من رمضان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رأيك يهمناويطورنا :-