طريق الاسلام

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Powered By Blogger

مرحبا بكل من هو إيجابى


مرحبا بكل من هو إيجابى , ومن هو يريد الخير لنفسة والآخرين ومرحبا بكل من يريد أن يتغير .

الأربعاء، 14 يوليو 2010

من أفكار صلاح الراشد

(عش طبيعتك)


الرجل الخيّر بحق هو الي لا يدرك حتى خيريّته،
ولهذا فهو خيّر (جيد).
الأحمق يحاول أن يكون جيداً،
ولهذا فهو ليس جيداً.


اللبيب لا يفعل شيئاً،
بينما لا يترك أي شيء غير منتهي.
الرجل العادي دائماً يعمل أشياء،
مع ذلك فالكثير يجب أن يتم بعده.

القيمة الأعلى هي أن تتصرف دون الشعور بالذات.
الكرم الأعلى عو العطاء دون شرط.
العدالة الأعلى هي أن ترى دون تمييز.

عندما يفقد التاو، هناك الصلاح.
عندما يُفقد الصلاح، هناك أخلاق.
عندما تفقد الأخلاق، هناك طقوس.
الطقوس هي قشر الإيمان الحقيقي،
بداية الفوضى.

العلامة يتبع طبيعته الخاصة به
وليس حيل الحياة.
يقال:
"يبقى مع الفاكهة ليس القشر"
"يبقى مع الورق الأساس ليس النثار"
"يبقى مع الحقيقة وليس الكذبة"


متى تكون خيراً؟
إن الإنسان الخير عنده الخيرية سجية؛ وفي تعريف الحديث النبوي "حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه"، فهو معطاء لا يعرف غير ذلك. د. داير يقول في الوقت الذي تقول فيه أنك جيد فأنت تقترح القطبية في الخير والشر، والذي يفقدك الإتصال العميق (بالله).
إن الإنسان الخير يتصرف من تلقاء نفسه، لا يتكلف الخيرية، هو لا يحزن أو يحبط عندما لا يقدره الآخرون، أو لا يحترمونه، أو لا يعطونه اهتماماً، هو لا يحسن غير أنه يكون هكذا.
إن أولئك الذين يحاولون أن يكونوا جيدين حمقى؛ فهم في الحقيقة يضيفون للعالم زيفاً، طبعاً وهم لا يعلمون.
إن الأولى أن تكون جيداً في الداخل أولاً ثم تتصرف بتلقائية، لا أن تعمل جيداً، لأنك في الظروف والضغوط سوف تظهر على حقيقتك الداخلية، من هنا فإنك لا تعرف حقيقة الناس إلا في ظل الظروف: السفر، والضغوط المالية بالذات، والأزمات.
أنا رأيت دعاة ومشايخ وعسكريين وشخصيات في الغزو (1990) وهم خائفون ويفرون من البلد ويزعمون المزاعم .. ورأيت كيف هم يحاولون ن يكونوا جيدين بعدما رجعت الكويت!
هؤلاء كانوا بحاجة لضبط الداخل، ولو هم فعلوا ذلك، لجنبوا المجتمع الكثير من الزيف والنقاشات والجدل.
وما من مجادل إلا وهو زيف. أنت تعرف زيف الإنسان (أي إظهار ما في الخارج بخلاف الباطن) من كثرة جدله. المجادل مضطرب، متشكك، متصادم مع ما في الداخل.
أنت تعرف بأنك إنسان خير يوم أن تعمل الخير لا تعرف غيره، وهو يصدر منك سجية. انت تعرف إنك إنسان خير عندما ترى شخصاً تصرف بأنانية بينما أنت فوّت الأمر وتواضعت.

الإنجاز وغلق الملفات سر من الأسرار:
إن الإنسان اللبيب (الواعي) يحسن تسكير الملفات. أنا أعتقد أن أكبر سبب من أسباب معاناة الشعب العربي اليوم هو الملفات المفتوحة. في الكويت عندنا قضية "البدون" منذ العام 1959م، لا يتجاوز عددهم آنذاك 20,000 شخص، وعندنا قضية الإسكان منذ السبعينيات في دولة لا تشغل مساحة بنيانها 4% ولديها سيولة تغطي بناء 90%! في فلسطين كل يوم ملف جديد يفتح ولا يسكر، كثير هي المبادرات، والقمم، واللقاءات، والقرارات، والأعمال، قليلة هي البركة؛ لأنها لا تسكر ملفاً واحداً. نظل نفتح ملفات.
إن المقصود في تسكير الملفات أن تجعل الأمور الماضية مغلقة. امضي واستمر وعش اللحظة. العداء الماضي لا يعني الاستمرار بالعداء اليوم. من وقف ضدنا بالغزو (كمثال كويتي) قد يكون صديقنا الحميم الآن، عدو الأمس صديق اليوم. ما حصل بالأمس حصل بالأمس. ما أعيشه اليوم أعيشه الآن (حقيقي).
اللبيب لا يعمل الكثير لكن تسري طاقته في الأعمال التي يشارك أو يقوم فيها. الشخص غي رالمبارك يعمل أمور كثيرة لكنك تضطر تاتي بعده لتسكر ملفاته.
أنا لدي تجارب شخصية في هذا الموضوع. أراها في الموظفين وفرق العمل. هناك موظفون عندما يعملون معك تضطر تصلح الأعمال خلفهم أكثر مما يعملون، والأكثر بعدما يغاردون فأنت تكاد تعيد كل ما عملوه. من الناس من تستطيع الاعتماد عليه فحيثما تكلفه تجد إنجازاً وملفات مغلقة.


العطاء بإخلاص:
إن من أعظم القيم الإنسانية هي التصرف دون الشعور بالذات، والتصرف بتلقائية إنسانية. إن التصرف دون الشعور بالذات يعني التواضع، والتفويت، والتسامح، والعيش السلمي، والمحبة .. تلك المعاني العميقة التي تشعر بالداخل. وقد وصف القرآن الكريم هذا المعنى الكريم بقوله: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) أي حاجة. ودلالة ذلك من خلال الكرم الذي سماه لاوتزو "الكرم الأعلى" وهو العطاء العطاء دون شرط. أنت تعطي المحتاج حتى لو كان قد أضرك في الماضي. إن هذا العطاء هو عطاء الكريم. لاحظ أن البخيل يتصدق ويعطي. في الغالب يعطي بشروط، مثلاً، هو نادراً ما يعطي القريبيين!! لأن لديه ملفات غير مغلقة مع القريبيين (شروط). لو تصدق يتصدق للبعيديين وبذلك يرضي غروره. وهو كذلك عندما يتصدق فإنه يحب المدح أو التدوين لصدقاته أو النشر. بينما الكريم يعطي القريبيين منه أكثر، فهو لا يحمل ملفات مفتوحة. ودلالة ذلك في "العدالة الأعلى"، والتي هي عطاء دون تمييز. إنت تعطي المسلم وغير المسلم، والعربي وغير العربي، والذكر والأنثى، والكبير والصغير، والقريب والبعيد، وفق توفر الفرصة، رغم أنك قد تعطي أكثر للقريبين، كونك تفهم معادلة "الأقربون أولى بالمعروف"، والأقربون فقط من باب تنظيمي حيث أن كل إنسان عليه العطاء لنفسه ثم من يعول ثم الأقرب فالأبعد.

الطقوس والحقيقة:
إن هذه المسألة من أعظم المسائل التي تحدث عنها العظماء من محمد صلى الله عليه وسلم أستاذ العلامات إلى السابقين له إلى يومنا هذا، وهي كسر ظلم وغباء الطقوس التي تجعل من الناس آلات وأدوات مسخرة لآخرين. هي مجرد آلية للاستعباد.
د. داير ينصح بأن تعيش أصل طبيعتك (العمق الداخلي الجميل) من خلال رفض المبادئ المصطنعة.
أرفض الأعراف المضادة للفلسفة الحقيقية والإيجابية. أرفض الأعراف البالية. كن صاحب قرار نفسك. اصنع حياتك. أرفض أن تتبع قوانين وضعها الآخرون فقط لأنها هكذا هي الحياة.
والفرق بين الطقوس والشعائر هي أن الشعائر محررة بينما الطقوس مقيدة. كل الشعائر خيار أنت تقوم به لرفعة مفهوم أو قيمة، بينما الطقوس هي انقياد لمخاوف يعززها في الغالب أسياد مستندة إلى الإله أو الألهة أو السماء أو العرف القبلي أو القومية .. الخ.
قول لاوتزو "عندما يفقد التاو" أي عندما يصير الناس لا يتعاملون بهذا المستوى العالي، مباشرة بطريقة التاو، مباشرة مع الله، دون وسائط، وبمنهجية القوانين الكونية. عندما نفتقد هذه الحالة، هذا الاتصال نستبدله بالصلاح، القيم الدينية والاجتماعية، بالمبادئ التي نتفق عليها كبشر. عندما نفقد حتى ذلك نصبح نتعامل بالأخلاق المتفق عليها. ليس هناك قيم فقط أخلاقيات متفق عليها، وهذه قد تختلف وقد تتفق عليها. عندما نفقد حتى الأخلاق يستبدل ذلك بالطقوس الخداعة التي ظاهرها عبادة أو أعراف أو توافق لكنها استعبادية قشور لا حقيقية لها. لاوتزو يرى أنها بداية الفوضى. من الخطر أن تجعل القرار بيد قائد الطقوس! الأشخاص الطقوسيين يجب أن يبقوا لطقوسهم فقط ولا يقودون الناس، وإلا لأجبروا الناس على قشور لا حقيقة فيها ثم هم بذلك يضيعون الإيمان العميق والحقيقي.
لو رتبنا الأمر سيكون هكذا (مع التصرف):

التوحيد
الإيمان (التاو)
الصلاح
الأخلاق
الطقوس
الفوضى

سمعت العالمة جده مالي تقول أن هناك فلسفتين أو مجموعتين اعتقاد (Two Paradigms)، في العالم اليوم: عالم التوحيد وعالم الافتراق. عالم التوحيد ويشكل قليل من البشر وكل المخلوقات العالية (كالملائكة) والكائنات الحية وعالم النبانات .. وعالم الافتراق ويشكل غالبية البشر. العالم الأول يؤمن بأن العالم متوحد في طاقته وتشكيله وان مصدر طاقته واحد، والعالم الثاني يؤمن بعوالم متفرقة يصل أحياناً إلى الاعتقاد بأن كل إنسان عالم مستقل بذاته!
ما يطرحه لاوتزو هنا كأنه يقول أن عالم التوحيد هو الأعلى والأفضل والأعمق والحقيقي بينما عالم الفوضى والتفرق هو الأدنى والأسطح، وان علامة العالم الأول الإيمان وعلامة الثاني الطقوس.
إذا أردت أن تكون علامة فاتبع طبيعتك العميقة. توصل لها. ابحث بعمق. ركز في الداخل. لا تتشوش بالمحيطات بك والفضائيات والجدليات. لا تنشغل بطقوس الناس ومعتقداتها ومسلماتها. عش بالعمق ليس بالحيل التي هي حبال قادة سياسيين ودينيين وتجار .. ابقى مع الفاكهة لا القشر، مع الورق الأساس لا الفتات، مع الحقيقة لا الكذبة!

تدريبات:
1- خلال هذين الأسبوعين القادمين ركز على ما تقوم به. تسائل: هل هذه طقوس أملاها علي الآخرون؟ إذا كانت فعلاً كذلك، فسأل: هل أريد فعلاً أن أتبعها أم لا؟ لو كنت تريد أن تتبعها بإرادتك فقد تكون شعائر أو قيم متفق عليها. لو كنت ملزوماً عليها فهي طقوس بالنسبة لك!
2- قم بالعيش كم ساعة أو يوم دون الشعور بالذات، عش كأنك معدوم الموجود، وأنك جزء خادم للكل! جرب هذا الشعور. تجرد من الإيجو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمناويطورنا :-